أبدى عديد المتفقدين البيداغوجيين للمدارس الاعدادية والمعاهد الثانوية مؤخرا استياءهم من القرارات التي اتبعها السيد الطيب البكوش واعتبروها تمسّ مسائل مصيرية للقطاع التربوي وقد انجرّت عنها عديد المشاكل في المؤسسات التربوية. أكدت السيدة سلوى العباسي (متفقدة المدارس الاعدادية والمعاهد بأريانة) في لقاء جمعها ب«الشروق» أن المدرسة التونسية قد تتجه نحو هاوية التردي والهدر المدرسي والانحراف عن مسار الاصلاح التربوي المنشود بسبب تهميش الوزارة لخبراء التربية الذين هم المتفقدون البيداغوجيون من موائد الحوار وسكوتها عن استهدافهم من بعض الأطراف. ودعت السيدة سلوى الى ضرورة إيلاء ملف التربية والتعليم الأهمية التي يستحق وعدم تسييسه وجعل التربية شأنا وطنيا عاما لا تستقرّ غائياته وأهدافه الكبرى إلا بعد ثبات المبادئ العليا للدستور وخضوعها الى مواضعة واتفاق. وبيّنت أن احتجاج المتفقدين مردّه عديد التجاوزات الحاصلة في القطاع من بينها السماح لبعض الأطراف بالاعتداء على المتفقدين من رؤساء لجان الاصلاح في الباكالوريا (أريانة، بن عروس، سوسة، قفصة..) وعرقلة عملية اصلاح امتحان وطني والدعوة الى تغييرهم بمنظوريهم من الأساتذة وسكوت إدارة الامتحانات والوزارة عن ذلك.. الى جانب تنظيم مناظرة الترشح الى خطة مدير لا تخضع الى التراتيب القانونية المنظمة للمناظرات المهنية في وزارة التربية والتي تعطي للمتفقد وحده صلوحية التقييم. وأضافت أن بعض المندوبيات تعمّدت إقصاء المتفقد من عملية دراسة التنظيمات البيداغوجية وإبداء الرأي فيها والموافقة عليها وفي ذلك انتهاك فاضح للقانون المنظم لمهام المتفقدين كما تعمّد بعض المديرين الاعتداء اللفظي والبدني على بعض المتفقدين أثناء قيامهم بواجبهم كما حدث في إدارة التعليم الثانوي بجندوبة. وختمت سلوى العباسي حديثها معنا بقولها إن المتفقد كان ولا يزال عامل توازن وموضوعية واستقلالية ونزاهة في المنظومة من واجبه أن يدافع عن المدرسة العمومية والتعلم الوطني ومن حقه أن يدافع عن كرامته ومهامه التي نظمها القانون وما على الوزارة سوى وضع حدّ لسياسة التهميش والقرارات «العشوائية» وخياراتها «الشعبوية».