أذكر ذات موسم أسود على الترجي أن هذا الفريق حقق تعادلا من ذهب أمام الرجاء البيضاوي في عقر داره مما دفع برئيس الترجي يومها إلى إلقاء «خطبة» تهكمية على الإعلاميين المغاربة عندما اعتبر الكأس قد وصلت إلى المطار وهي في طريقها إلى باب سويقة. في مباراة الإياب مع الرجاء البيضاوي زاد الحكم في فتح الطريق أمام الترجي ليرفع الكأس فأبعد قائد الفريق وأهدى الترجي ركلة جزاء «من الحيط» والغريب أن ما أتاه الحكم قلب المباراة رأسا على عقب وجعل للرجاء أجنحة طار بها فوق ملعب المنزه وخرج الترجي يومها مكسور الجناح... اليوم نخشى أن يعاد السيناريو بعد أن حقق فريق باب سويقة نتيجة أكثر من رائعة على أرض السودان بالذات... لكن مع فارق بسيط أن الرئيس الحالي للترجي لا يعرف التصريحات النارية وهو خلوق يحترم الجميع... وأن مدرب الترجي اليوم ليس إلا نبيل معلول الذي خبر الكرة لاعبا ومدربا وأبقى على أرجل لاعبيه فوق الأرض مؤكدا لهم أن لا شيء حقيقي إلى هذه اللحظة وأن عليهم كسب مباراة العودة والتقدم رسميا للظفر بأميرة إفريقيا للمرة الثانية في تاريخ النادي. نبيل معلول الذي نرفض أن نجعل منه مورينهو يعتبر إحدى أهم نقاط قوة الترجي بل هو النقطة الأبرز في مشوار هذا الموسم ولعل لمساته الفنية لا تخفى على أحد لأنها أكبر من أن تحصى لعل آخرها إبقاء الدراجي (وما أدراك) على بنك الاحتياط في لمسة «معلمية» تخفي الكثير من الإيحاءات أبرزها إنذار مضمون الوصول لأسامة حتى يعود إلى أرض الواقع بعد أن صار يتحدث صحبة والده بالصوت العالي في المدة الأخيرة... تسعون دقيقة تفصل الترجي عن النهائي وبعدها نتكلم عن اللقب وكيف القبض عليه.