نزل الغيث النافع بجزيرة جربة خلال الساعات الأولى من صباح الأحد الماضي ,ولقد كانت الكميات متفاوتة بين مناطق الجزيرة حيث بلغت 62 ملم بمليتة و48 ملم بالرياض و35 ملم بالمطار و40 ملم بوالغ ... لكن أكبر كمية سجلتها مدينة حومة السوق وذلك ب 109 ملم . هذه الأمطار استبشر بها كل متساكني الجزيرة خاصة أصحاب الأراضي الفلاحية الذين اعتبروها مؤشرا ايجابيا للموسم الفلاحي الجديد , كما فرحت بنزول هذه الأمطار أغلب العائلات الجربية التي قامت بتنظيف فسقياتها في انتظار الغيث النافع فكان لهم ذلك حيث امتلأت العديد من هذه الفسقيات. وفي المقابل فان هذه الأمطار التي كانت مفاجأة ونزلت بكميات كبيرة وتواصلت دون انقطاع على أكثر من ساعة , خلفت العديد من الأضرار المادية خاصة بوسط مدينة حومة السوق الذي سجل تدفق المياه من قنوات التطهير لتتحول العديد من ساحات وشوارع وأنهج المدينة إلى مستنقعات وأحواض بل إلى بحيرات وأنهار عزلت العديد من المحلات التجارية وقطعت كل السبل لدخول هذه المحلات . وبعد مجهودات كبيرة من أصحاب المحلات ومن العاملين فيها وبتدخل من المواطنين , تم فتح هذه المحلات لتكون الصدمة للجميع حيث فوجئوا بوجود كميات كبيرة من المياه داخل المحلات ولقد غمرت هذه المياه السلع وأغلب محلات بيع منتجات الصناعات التقليدية وهي من أكثر المحلات المتواجدة وسط مدينة حومة السوق . «الشروق» قامت بزيارة عدد من هذه المحلات ولاحظت الأضرار الكبيرة التي لحقت بهذه المحلات . السيد عمر جراد صاحب ثلاثة محلات كبرى للصناعات التقليدية أكد أن الخسائر التي لحقت المحلات تفوق بكثير المائة ألف دينار . ولقد كانت علامة الحيرة والحزن بادية على وجوه كل العاملين بهذه المحلات من مالكين وعملة . هذه الأضرار شملت كذلك بعض المقاهي و العديد من المحلات الأخرى على غرار احدى الصيدليات التي لحقتها الكثير من الأضرار . اضافة الى هذه الأضرار التي شهدتها العديد من المحلات,فان الأمطار الغزيرة أعاقت كذلك حركة المرور بعدد من الطرقات والشوارع خاصة الرابطة بين بعض الأحياء ووسط مدينة حومة السوق خاصة الطرقات التي تصل أحياء بوملال وبني باندو بوسط المدينة حيث اضطر العديد من متساكني هذين الحيين الى قطع مسافة اضافية وعبور العديد من المسالك الفلاحية والممرات الترابية للوصول الى وسط المدينة . كما توقفت الدروس باحدى المدارس الاعدادية نتيجة ركود المياه داخل قاعات الدراسة. وعلى اثر نداءات الاغاثة من قبل العديد من العائلات ومن أصحاب المحلات المتضررة, تكونت لجنة طوارئ ضمت ممثلين عن البلدية والحماية المدنية وديوان التطهير والشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه و الشركة الوطنية للكهرباء والغاز ولقد قامت هذه اللجنة بمعاينة العديد من المناطق وتدخلت في العديد من الحالات وأنقذت عددا من العائلات . وللاشارة فان تجمع المياه وسط مدينة حومة السوق أثناء نزول كميات كبيرة من الأمطار ليس بالظاهرة الجديدة, بل ان هذه الوضعية شهدتها المدينة خلال العديد من السنوات الماضية. والأكيد ان الأمر يستوجب دراسة جدية تعدها العديد من الأطراف. كما أن الأضرار التي خلفتها الأمطار الأخيرة ستكون دون شك درسا لكل المسؤولين.