انطلقت الحملات الانتخابية وانطلقت معها عشرات المهن الجانبية فيما ازدهرت مهن أخرى لأول مرّة على غرار قطاعات المطابع وكراء الكراسي ومضخمات الصوت وغيرها . كان يقف على باب مطبعته... قبل أن يهرول الى الداخل متفقدا هذه الآلة... ومحركا الآلة الأخرى... السيد عمّار... ازدهر عمله قبل أسابيع قليلة... وصارت المهمة هذه الايام أصعب في الالتزام بالمواعيد شأنه شأن عدد من المطابع الاخرى... رأى أن الانتخابات والتحضيرات الجارية لها أنعشت المشاريع الصغرى وأن محله الصغير وجد هو الآخر طريقه للعمل وقيل من نصيب هذه الحملة. ... مطابع رقمية وأخرى عادية... سيارات أجرة عملة وموظفون محلات كراء الكراسي ومضخمات الصوت، تجارة الحلويات... كراء الخيام... بيع اللصق... «مهرّبو الأطفال»... كلها أعمال ارتبطت منذ أسابيع بالانتخابات وحملاتها الانتخابية... حركية غير عادية رأى فيها الكثيرون خاصة من صغار العملة وأصحاب المشاريع الصغرى أنها فرصة لنيل نصيبهم من هذه الحملات التي تُصرف فيها يوميا مئات الملايين. السيد مبروك صاحب محل لكراء لوازم الافراح... بدا سعيدا جدا بازدهار تجارته التي كانت تجد الكساد في غير فصل الافراح اذ يقول: «لنعترف أنه منذ بلوغ الأحزاب رقم المائة ازدهرت أعمالنا... فقط أنه سابقا كنا نعمل على صناعة كراء كراسي للافراح أو المآتم، اليوم تغير الوضع، ففي غير موسم الاعراس صار لي أجندا ممتلئة بالمواعيد واضطررت الى الترفيع في عدد الكراسي... فالعمل أضحى يوميا... لكل الفروع الحزبية بالجهة... وطبعا لست وحدي المستفيد فكل أصحاب محلات الكراء يشاطرونني الرأي مع العلم أيضا بأننا نقوم بكراء الطاولات والمناديل ومضخمات الصوت فأغلب الأحزاب لا تمتلك فروعها هذه التجهيزات بعد لذلك هم يضطرون لاستئجارها،خاصة الأحزاب الصغرى». ازدهار خاص السيد مبروك رأى أيضا ان ازدهار هذه التجارة سيتواصل حتى بعد الانتخابات الحالية والخاصة بالمجلس التأسيسي وأنه ينتظر أيضا الانتخابات التشريعية والرئاسية مضيفا: «بين هذا وذاك... ستستمر حملات الاحزاب التي أضحى عددها يفوق المائة وبالتالي نحن صغار التجار نعمل... وحين أعمل فاني أوفر شغلا اليوم لأكثر من 6 أشخاص يعيلون عائلات هم أيضا». أعمال اضافية مبروك مثل غيره رفض أن نلتقط له صورة بدعوى الخوف من مراقبي الأداءات وقد قاطعنا جاره بالمحلّ المحاذي والمختص في كراء مضخمات الصوت بالقول «أغلبية التجار كل حسب ما يمارسه وجد طريقه لنيل القليل من العمل الاضافي أو لنقل ربحا صغيرا... لن نسمح لمراقبي الأداءات بأن يشاطروننا إيّاه... ها نحن مثل غيرنا ننتظر ان يدفع الكبار أداءهم للجباية... لنقوم نحن أيضا بواجبنا ثم على الأحزاب الكبرى أن تصرّح بمصاريفها وتدفع وليس نحن صغار التجار». تسلية للأطفال ... هو مهرّج أطفال... ويمتلك فرقة صغيرة مكوّنة من مضخمات صوت ومساعد في حين يتولى هو عملية تلهية الأطفال بلباسه الغريب وأحيانا يمارس بعض الألعاب السحرية.... كان له هو الآخر دور في تجارة الانتخابات التي ازدهرت إذ يقول: «في معظم الملتقيات الكبرى يجد الأولياء والمنخرطون في هذه الأحزاب حرجا في اصطحاب أطفالهم الى هذه اللقاءات لذلك أوقعت عقدا مع أحد الأحزاب... حيث أقوم بعملية الاعتناء بالأطفال حين يكون أولياؤهم داخل قاعة الاجتماعات... مضيفا «أرى أن هذه الطريقة رائعة جدا ليس لأنها توفر فرص عمل اضافية وإنّما لأنها تهتم بالطفل في الوقت الذي يكون فيه الأب او الأم منشغلين بلقاء ما وهذا ما فكّر فيه الحزب الذي أتعامل معه». كراء السيارات قطاع كراء السيارات ازدهر هو الآخر اذ أن عددا هاما من الأحزاب انخرط في منظومة كراء السيارات لمنخرطيه وأعضائه من أجل مواكبة متواصلة للحملات الانتخابية التي انطلقت قبل 6 أيام، وتتواصل الى يومين قبل موعد التصويت. شأنه شأن أصحاب محلات كراء الخيام سالم تاجر مواد بالجملة تحدث عن ازدهار خاص بمنتوج «اللصق الرفيع» اذ يقول هذا المنتوج ارتفع معدل استعماله باعتباره مخصصا للصق المعلقات على الحيطان... وصرت أجلب كميات اضافية وأبيع بالجملة. كثيرة هي القطاعات التي ازدهرت شأنها شأن الأحزاب التي بلغ عددها الى اليوم 114 حزبا وهذا دون اعتبار القائمات المستقلة التي ترشحت لانتخابات المجلس ونذكر من بينها تجارة الطباعة و«الأنفوڤرافي» والشركات المتخصصة في عملية التوزيع... ونظرا الى تزايد الطلب من قبل الأحزاب التجأت الى الفتيات وربات البيوت للقيام بهذه المهمة. تجارة الانتخابات إن صحت العبارة رأى الكثيرون أنها «دوّرت الدولاب» وهو ما لخّصه بائع فواكه جافة بالقول: «ربّي يدوّم ها النعمة»..