مباشرة بعد أداء صلاة المغرب بجامع الامام علي بن أبي طالب بالكرم الشرقي أشرف عبد الفتاح مورو رئيس قائمة طريق السلامة بدائرة تونس 2 عن الائتلاف الديمقراطي المستقل مساء الثلاثاء 4 أكتوبر الجاري على اجتماع انتخابي بدار الثقافة. وقد كان الحضور الجماهيري مكثفا. وضع صعب استعرض عبد الفتاح مورو في الاجتماع الذي انطلق بآيات بيّنات من الذكر الحكيم جملة من الملاحظات والقضايا والمسائل ذات العلاقة بمصير انتخابات المجلس التأسيسي وموقفه من الحراك السياسي والانتخابي السائد الآن. وكشف الشيخ عبد الفتاح مورو أنه فوجئ بالطلبات الملحة للمواطنين أثناء جولة قام بها في أحياء الكرم الغربي حيث قال له المواطنون بوضوح: «آش باش تعملنا وماذا ستحقق لنا؟». وهنا يقول الشيخ مورو معقبا: «يبدو أن المواطن يريد جني ثمار الثورة قبل الأوان فحتى الحامل يجب أن تنتظر 9 أشهر قبل الولادة. كما أن أي بناء جديد يتطلب وقتا ومجهودا ومن الخطإ التسرّع والبحث عن النتائج في الحين». ويضيف الشيخ مورو مبيّنا موقفه من الوضع السياسي بالبلاد «لا يجب أن يتحرّج المواطن من كثرة الأحزاب فهذا أمر طبيعي ومفهوم بعد سنوات من الدكتاتورية والظلم لكن عليه أن يمارس حقه في الاختيار ولا يترك المجال فارغا فيستغله بقايا النظام السابق ودعاة الثورة المضادة. نحن أمام مرحلة صعبة وعلينا باتباع سياسة التقشف وحسن التصرف ولا يجب أن نركز تفكيرنا على بن علي الهارب لكن أيضا على الذين لازالوا بيننا واستولوا على أموال الشعب التونسي حيث انتشر الفقر والبطالة وعجز أصحاب الشهائد العليا عن إيجاد عمل محترم». وقال مورو بطريقته الخطابية والساحرة التي عهدناها فيه «الوضع المزري الذي تركه بن علي وجماعته يلزمو الماء فرق والخل باش يزول والدور موكول الى الشباب وليس الى الشيوخ مثلي الذين شارفوا على السبعين». وعود كاذبة وعاب مورو على جزء من الطبقة السياسية التي تفكر حسب رأيه في الكرسي على حساب المواطن وتروج للوعود الكاذبة وتحاول شراء الذمم بالمال وتساءل كيف يجرؤ حزب على وعد المواطنين بتوزيع الأراضي على الراغبين فيها وقال «من سيبني هذه الأرض هو «صاحب الاقتراح أم عزرائيل». ودعا مورو المواطنين الى ممارسة حقهم يوم الانتخاب ضمانا لنجاح عملية الانتقال الديمقراطي، وعبّر عن تخوفه من فشل الموعد الانتخابي القادم الذي إذا لم ينجح سينقلب الساحر على الساحر. ودافع مورو عن فكرة تمكين الشباب من نسبة 25٪ من مقاعد المجلس التأسيسي مؤكدا أن الشاب صنع الثورة ومطالب بتنفيذ أفكاره وتجسيم الديمقراطية على أرض الواقع وأضاف قائلا «تونس أصدرت أول دستور وصنعت الثورة وهي قادرة على أن تكون دولة مدنية تحافظ على اسلامها وعروبتها بعيدا عن أي انغلاق» واختتم الاجتماع الذي صنع الحدث بضاحية الكرم بالنشيد الرسمي.