ما حدث في ولاية سيدي بوزيد خلال الأيام الأخيرة يدعو فعلا الى التفكير فيه بعمق وجدّية... الحادثة الأولى تتمثل في منع بعض الأشخاص باحدى المناطق الريفية من الولاية المعلمين والتلاميذ من الدخول والدراسة في مدرستهم الابتدائية، وهو أمر يتواصل الى غاية اليوم. أما الحادثة الثانية فتتمثل في صفع تلميذ بالمعهد الثانوي لمدرسه داخل القسم. حادثتان هزت كل مدينة سيدي بوزيد وكان من المفروض أن تهز كل الوطن بشماله وجنوبه. وزارة التربية في شخص الوزير تتحمل المسؤولية كاملة في غلق المدرسة الابتدائية ومنع التلاميذ والمعلمين من الدخول الى مدرستهم... السلط الجهوية في شخص الوالي تتحمل أيضا مسؤولية ما حدث. كيف ينام الوزير وكيف ينام الوالي وعشرات التلاميذ عاجزون عن الالتحاق كل صباح بمدرستهم... كيف يرتاح الوزير في مكتبه ويرتاح الوالي في مكتبه وفي معهد ثانوي تلميذ يصفع المدرس أمام التلاميذ. لا يمكن لشعب أن يتقدم وفيه مدرسة مغلقة بقوة «البلطجة» لا يمكن لأمة أن تتقدم وفيها تلميذ يصفع مدرسه ثم يطلب التلميذ من المدرس أن يعتذر. نعم حدث هذا والوزارة عجزت عن التدخل والوالي عجز عن التدخل... هناك خطوط حمراء لا يمكن القبول بها... لا يمكن القبول بغلق المدارس أمام التلاميذ مهما كانت الأسباب والدوافع... ولا يمكن القبول بتلميذ يصفع أستاذه ثم نتحدث عن نجاح مدرستنا ونجاح مسيرتنا التعليمية... لم نفهم بعد لماذا لم تتدخل القوة العامة لفتح مدرسة «العزارة» بسيدي بوزيد... لم نفهم لماذا تواصل غلق المدرسة لحوالي أسبوعين دون أن يتحرك الرأي العام والأولياء في سيدي بوزيد وفي كل أرجاء تونس... حالة الانفلات التي نعيشها ونعرفها لا تبرّر في كل الأحوال هذه الأفعال وحالة الوضع المؤقت التي نعيشها لا يمكن أن تجعل السلطات عاجزة عن التدخل. نعم نريد تدخلا عاجلا من وزير التربية بشخصه وسلطته وانقاذ تلاميذ مدرسة «العزارة»... نريد أن يمارس الوالي صلوحياته ولا يقبل بوجود هذه الأفعال في جهته... نعم نريد أن تبقى مدارسنا خارج دائرة الانفلاتات...