تسبب عدم العثور على أسلحة دمار شامل في العراق والتساؤلات المتزايدة بشأن المعلومات الاستخبارية التي تذرعت بها حكومة الرئيس الأمريكي جورج بوش لغزو واحتلال العراق، إلى دفع العديد من دعاة الحرب على العراق الذين ينتمون إلى تيار الصقور الليبراليين الأمريكيين إلى إعادة النظر في مواقفهم. ومن بين هؤلاء الذين غيروا موقفهم كينيث بولاك، المحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ومدير قسم الخليج والعراق في مجلس الأمن القومي في عهد الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون. واعترف بولاك الذي كان من دعاة تغيير النظام في العراق، في مقال نشره في مجلة أتلانتيك الشهرية، بأن «ما عرفناه عن برامج أسلحة الدمار الشامل العراقية منذ سقوط بغداد يقودني إلى الاستنتاج بأن القضية التي قدمت لشن الحرب ضد العراق كانت أضعف بكثير مما اعتقدته في السابق.» وكرر بولاك أيضا إن مسؤولين أمريكيين ضغطوا على محللي وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) ليقدموا دليلا على برامج العراق التسليحية واستخدموا «أخطاء تافهة مبتكرة» لدعم اندفاع البيت الأبيض الطائش للحرب. وقال بولاك الذي كان وضع كتابا عام 2002 يتبنى فيه العمل العسكري ضد العراق، أنه بالعودة إلى الماضي فإنه ربما كان قد دافع عن الردع بقدر ما دافع عن التدخل العسكري إذا أعاد كتابة كتابه اليوم. وقال بولاك الذي يعمل حاليا باحثا في مركز حاييم صبان حول سياسات الشرق الأوسط الذي يترأسه مارتن إنديك، إنه مع عدد كثير من الآخرين كانوا على خطأ بشأن طبيعة التهديد الذي كان يشكله العراق. وأضاف في كتاب جديد يدعى «الجواسيس والأكاذيب والأسلحة: ما هو الخطأ»؟ أنه على الرغم من أن الحرب ليست «خطأ استراتيجيا» لأن إزاحة نفوذ الرئيس العراقي صدام حسين وفر بعض الأمور الجيدة إلا أن «ما قدمته حكومة بوش من تبريرات وتفسيرات للحرب كانت في أحسن الأحوال خاطئة وفي أسوأ الأحوال مضللة بصورة متعمدة.» ويذكر أن تقديرات المخابرات الأمريكية بشأن برامج العراق التسليحية كانت أبعد ما تكون عن كسب التأييد الإجماعي لها وأن متطرفي حكومة بوش وخاصة في البيت الأبيض ووزارة الدفاع ضغطوا بصورة متعمدة على أجهزة المخابرات بشكل عام وعلى مدير وكالة المخابرات المركزية جورج تينيت بشكل خاص من أجل تضخيم أخطار تلك الأسلحة. وقال لاري جونسون وهو مسؤول سابق في ال سي آي إيه، ورئيس سابق لوحدة مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الأمريكية أن حكومة بوش أجبرت محللي المخابرات بأن يتخذوا موقفا متماثلا مع موقف الحكومة وقال «إنهم صاغوا التقديرات.» وقد انصب انتقاد بولاك الذي يعمل أيضا مستشارا لدى شبكة التلفزيون الأمريكية «سي إن إن» على حكومة بوش بسبب ميلها بصورة خاصة إلى تشويه حقائق القضية عندما حاولت إقناع الأمريكيين بالذهاب إلى الحرب. وقال إن حكومة بوش انهمكت في تضخيم التهديد العراقي على الرغم من أنه كان لديها دليل خلاف ذلك. وقال «إن الرئيس (بوش) مسؤول لخدمة الأمة كلها» وأضاف «إن الحكومة تتمتع بالوصول إلى كل المعلومات المتوفرة لدى مختلف الوكالات الحكومية ولذلك فإن هذه المعلومات أو تضخيم بعضها لأغراضها الخاصة يعتبر خيانة لتلك المسؤولية.»