الناطق باسم ابتدائية تونس يوضّح بخصوص التهمة الموجّهة لسنية الدهماني    رفض الافراج عن البشير العكرمي واحالته على المحكمة الابتدائية بتونس    فرنسا: اندلاع حريق في قصر فرساي    طقس الليلة    رئيس الحكومة: "الشباب في تونس يعد الثروة الحقيقية للبلاد لخلق القيمة والنمو"    وزير الفلاحة : '' القادم أصعب فيما يتعلق بالوضعية المائية ''    دورة نوتنغهام: انس جابر الى الدور ثمن النهائي    دُفعة معنوية كبيرة للنادي الإفريقي قبل مواجهة الملعب التونسي    رفراف: حريق بمنزل يودي بحياة طفل ال9 سنوات    صناعة: مشاريع إزالة الكربون والرقمنة مؤهلة للحصول على الدعم المسند من مكتب التأهيل    الرابطة الأولى: النادي الإفريقي يستعيد خدمات ركائزه في مواجهة الملعب التونسي    فتح الطريق الشعاعية X 4 بين الحزاميتين X وX20    Titre    صادم/ جماهير غاضبة تقتل حكم المباراة!!    سيدي بوزيد: تنظيم يوم جهوي حول قطاع الأعلاف في ظل التغيرات المناخية    قفصة : الإحتفاظ بالكاتب العام المكلف بتسيير بلدية المظيلة    عاجل/ بكالوريا: هذا ما تقرّر في حق أستاذ وابنه ساعدا تلاميذ على الغش    عاجل/ تونس تسترجع قطعا أثرية من فرنسا    مكرم بن رمضان يتوج ببطولة الدوري البرتغالي لكرة السلة    ألمانيا تستعد لأخطر مباراة    السكك الحديدية: محطة غار الملح ستكون دولية    عاجل : اختيار 3 طلبة تونسيين لمتابعة أبحاثهم بجامعة أكسفورد البريطانية    تراجع نمو الاقتصاد الياباني ب %0.5 في الثلاثي الأول من 2024    هجوم طعن يستهدف 4 مدرسين أميركيين في الصين    رئيس الفيفا يعلن انطلاق العد التنازلي لضربة بداية مونديال 2026    اختفاء طائرة نائب رئيس هذه الدولة.. تفاصيل جديدة..#خبر_عاجل    دمج تطبيق '' تشات جي بي تي '' على هواتف آبل    قابس: توفّر العرض وزيادة في أسعار الأضاحي مقارنة بالسنة الفارطة    بن سليمان: نسبة إدماج خريجي منظومة التكوين المهني في سوق الشغل يبلغ 80 بالمائة    الكشف عن محل لتعاطي البغاء السري في المرسى..وهذه حصيلة الايقافات..#خبر_عاجل    عيد الاضحى : خلية احباء الافريقي تعلن إقامة حفل '' شواء''    وفاة الطفل ''يحيى'' أصغر حاجّ بالأراضي المقدّسة    كيف استعدت "الصوناد" لتأمين ارتفاع الطلب على الماء خلال عيد الأضحى؟..    وزارة الصحة: جلسة عمل لختم وتقييم البرنامج التكويني لتنفيذ السياسة الوطنية للصحة في أفق 2035    ديوان الإفتاء: مواطنة أوروبية تُعلن إسلامها    موعد التصريح بالحكم ضدّ الغنوشي في قضية الإشادة بالإرهاب    غدا: جلسة عامة بالبرلمان    يهم المسافرين : 3 نصائح أساسية لتجنب الغثيان على متن الطائرة    تصفيات كأس العالم 2026: غانا تفوز على أفريقيا الوسطى وموزمبيق تتغلب على غينيا    هام/ تراجع ملحوظ لأسعار لحوم "العلوش" بالمساحات التجارية ومحلات القصابين..    إجراءات إستثنائية فيما يخص ''حالات الغش'' لتلاميذ الباكالوريا ..وزيرة التربية توضح    مبادرة نموذجية في تنظيم اختبارات مادة التربية البدنية    مجلس الأمن يوافق على مشروع قرار أمريكي بوقف إطلاق النار في قطاع غزة..#خبر_عاجل    تألق في المسابقة الوطنية «التدخين يسبب أضرارا» يزيد الرقيق يحرز جائزة وطنية ويحلم بالعالمية !    اليوم: حرارة مرتفعة ومرتفعة جدّا وقويّة    تحذير مرعب.. النوم أقل من 7 ساعات يزيد من خطر الوفاة..    زلزال بقوة 5 درجات يضرب هذه المنطقة..    "احمدي ربك".. رد مثير من مستشارة أسرية سعودية لامرأة ضبطت زوجها يخونها مع 6 نساء!    بالفيديو.. عاصفة بردية تتسبب بأضرار جسيمة في طائرة نمساوية    انطلاقا من يوم العيد في القاعات: فيلم يروي تفاصيل "اخفاء صدام حسين"    دار الافتاء المصرية : رأس الأضحية لا تقسم ولا تباع    العاصمة: عرض للموسيقى الكلاسيكية بشارع الحبيب بورقيبة في هذا الموعد    في حادثة صادمة: سيجارة إلكترونية تتسبب في انفجار رئة مراهقة..!!    معرض صفاقس الدولي الدورة 58 من 21 جوان الى 7 جويلية    موعد عيد الاضحى: 9 دول تخالف السعودية..!!    تطاوين : بدء الاستعدادات لتنظيم الدورة السابعة للمهرجان الدولي للمونودراما وإسبانيا ضيف شرف    هند صبري تلفت الأنظار في النسخة العربية لمسلسل عالمي    مُفتي الجمهورية : عيد الإضحى يوم الأحد 16 جوان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحاليل «الشروق»: الثورات العربية وظاهرة «القوميون» الجدد
نشر في الشروق يوم 12 - 10 - 2011

مثلما صنع وزرع الغرب في أوطاننا العربية أشباه مفكرين ومثقفين ينظرون للاحتلال الجديد ويتشوقون لرؤية عواصمنا العربية تحترق تحت وابل رصاص الحرية وقاذفات الديمقراطية .. حتّى يؤمنوا للقوى الإمبريالية غطاء «ثقافيا» لاستباحة الأوطان والإنسان... تمكنوا من نصب أناس معروفين بنفسهم القومي لأي لا أقول مرجعياتهم العروبية كمنصات فكرية وإعلامية لاستهداف الأمن القومي العربي ول«استحلال» الاستقواء بالأجنبي ولتمرير عملية التمرد العسكري الداخلي صلب الكيانات العربية بدعم أطلسي وغربي مقيت .
في زمن المحافظين الجدد والمؤرخين الجدد والإسلاميين الجدد والعثمانيين الجدد والليبراليين الجدد والشيوعيين الجدد والدعاة الجدد, كان لابد من ولادة أو توليد قوميين جدد... ليس فقط لأن الطرف القومي كان ولا يزال خط المجابهة الأقوى في المخطط الغربي الساعي إلى استبدال العدو الصهيوني ب«الفارسي» وتغيير الحليف السوري والعراقي بالنصير التركي والقطري... وإنما لأن نجاح مشروع الشرق الأوسط الجديد مرتبط أساسا باحتوائه وتمثيله لكافة الحساسيات الفكرية والسياسية في المنطقة العربية وأهمها على الإطلاق التيار القومي .
في مثل هذه الاستحقاقات الغربية، يستجلب ذات «القوميين» الذين دافعوا عن خيار المقاومة والممانعة في العراق ولبنان وفلسطين المحتلة اقتناعا أو تكتيكا أو تملقا حتّى يستحلوا سيادة أوطان عربية أخرى ويستبيحوا أمنها واستقرارها ويحرضوا الأطلسي على عواصم كانت ولا تزال وستظل الشريان الحيوي للمقاومة العربية والإسلامية .
ولو كان دفاع هؤلاء عن المقاومة دفاعا استراتيجيا مبدئيا لما عرضوا الأمن القومي العربي للاستباحة...باعتبار أن تدخل الغرب في الشأن الداخلي لسوريا خاصة ولباقي الدول العربية الأخرى عامّة ليس همّه وهدفه الذود عن حقوق الإنسان المنتهكة والمغتصبة في سوريا وباقي الدول العربية أيضا وإنما قصده إنهاء المقاومة ووأد ثقافة الممانعة عبر السيطرة على رئة المقاومة اللبنانية والفلسطينية وظهر طهران الركين .
ولأن الهدف الحالي كامن في إسقاط المقاومة المسلحة خيارا ومشروعا وتفتيت ثقافة المقاومة مرجعية وسياسة - , فتناط بعهدة «القوميين الجدد» جملة من المهام «الفكرية» القذرة وهي على التوالي :
ضرب الأساس الفكري القومي القائم على المواءمة بين حرية الإنسان وحرمة الأوطان وذلك عبر «تضخيم» وتأزيم الواقع الإنساني في بعض الأقطار العربية لتقديم المعطى الإنساني على الوطني , والبناء على هذا التشخيص الأعوج والخطير دوليا وعسكريا وسياسيا.
حصر الخيارات المطروحة شعبيا بين خيار العيش في «قمقم» النظام البوليسي والاستبدادي أو «الاستنجاد» التكتيكي والذكي بالأجنبي الان صار للاستنجاد بالأطلسي أنواع وأنماط لإقامة أنظمة ديمقراطية , والإيهام بأن كل إصلاح سياسي من النظام لا يخرج عن ثلاثة أمور : إمّا أنه متأخر جدا أو أنه لا محدود أو أنه لربح الوقت والالتفاف على مطالب الشعب .
تقديم «عداوة» الشعوب لأنظمتها على العداء للقوى الإمبريالية وحتى الصهيونية والزعم بأن إسقاط الأنظمة عبر الاستعانة بالغرب مقدمة مهمة للاستقلالية من الغرب ذاته الذي ساهم في «التحرير» .. والأصل أن معركة الحرية المحلية جزء لا يتجزء من معركة التحرر من الأجنبي والعكس صحيح , فلا معنى ولا حقيقة لحرية محلية ما لم ترتبط عضويا بتحرر كامل وشامل من القوى الإمبريالية .
إسقاط كافة الجوانب الأخلاقية والقومية منها على الأخص في صراع المعارضة مع النظام , فمن حقها أي المعارضة الالتجاء للأسلحة ومن حقها أيضا التعامل مع أعداء الأمة ورهن النفط والبترول ومقدرات الوطن وربط مستقبل الشعب بالقوى الإمبريالية ومن حقها أيضا تضخيم الحقائق ومن واجبها وهنا المفارقة تقديم تنازلات لواشنطن وباريس في حين يحظر عليها تقديم أي تنازل مهما كان نوعه للنظام .
رفع الحرج «الأخلاقي» من التعامل مع ثالوث دولي ناصب الأمة العربية العداء وعطّل وحدتها وأجهض مشاريع نهضتها وهو المتشكل في «الإمبريالية والصهيونية والرجعية العربية» .. وكل من لفّ لفّ هذا الثالوث وسبّح بحمده .
قدر الثورات العربية أنها كاشفة لنفاق المنافقين ودجل المدجلين المتصدرين لإعلام «الدولار والبترودولار» ولصحافة المخابرات الأمريكية ..
سقوط المثقف في أدران السلطة سيّئ ومعيب، ولكن سقوط «المثقف» القومي في لعبة الأمم والدول...كارثة وطامة كبرى...
ولذا فقد أن الاوان لكي نقول لهم .. يا من تاجرتم يوما بقضايانا القومية والعربية والإسلامية .. لستم بمثقفين ولا بقوميين...فابحثوا في مسالك المتاجرة بالأوطان عن سبيل يحتوي غيّكم وغبنكم وغباءكم ..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.