تبدو الأزمة السورية قد دخلت حالة من الجمود السياسي لكنها ميدانيا تبدو مرشحة للدخول في سيناريوهات أشد خطورة خاصة بعد ان تواترت معلومات تفيد باختراق دبابات سورية للحدود اللبنانية... قالت صحيفة «تايمز» البريطانية ان سوريا ترسل جنودا ودبابات الى لبنان بحجة منع تهريب السلاح الى المعارضة. اختراقات «واضحة» وذكرت الصحيفة ان الاختراقات تمت بشكل واضح في المناطق السنية من لبنان حيث يؤيد سكان هذه المناطق انتفاضة السوريين على الحكم العلوي وهم بهذا يساعدون في اضرام الشعور الطائفي وتغذية مخاوف ازدياد درجة العنف في سوريا رغم احتمال انتقاله الى لبنان. وقالت الصحيفة ان مزارعا قتل الأسبوع الماضي شرقي عرسال في وادي البقاع حيث قال سكان ان الجنود السوريين المدعومين بالدبابات والمدرعات اجتازوا الحدود مسافة 10 كيلومترات وأطلقوا الرصاص باتجاه المزارع اللبنانية. وأضافت الصحيفة ان آخر الاختراقات حدثت فجر أول أمس واجبر معظم المزارعين على اخلاء المكان. وذكرت الصحيفة ان سكان عرسال السنة الذين يدعمون معارضي الأسد في لبنان يخشون من أن يكون الجيش السوري يستعد لشن حملة بهدف معاقبتهم على تأييدهم للاحتجاجات في سوريا. وقال رئيس بلدية عرسال علي الحجيري «نحن شبه متأكدين من أن هذا سيحدث فقد رأينا متظاهرين مؤيدين للأسد في دمشق يدعون الى تدمير عرسال فهم يعتقدون أننا نهرب الأسلحة الى سوريا. ونقلت الصحيفة عن بيان حكومي لبناني قوله ان ضباطا سوريين ولبنانيين اجتمعوا أول أمس على الحدود في شمال لبنان لمناقشة اجراءات الحد من تهريب الأسلحة. وقالت الصحيفة ان السياسيين المعارضين لسوريا يتهمون الحكومة بالضعف والفشل في حماية المواطنين اللبنانيين من جهة أخرى ذكر ناشطون سوريون أمس أن 12 قتيلا سقطوا أول أمس في ما سمي ب«جمعة أحرار الجيش». وفي هذا الاطار قال ضابط سوري منشق ان اجمالي الانشقاقات خلال الأسبوع الأخير فقط بلغت 300 عنصر في عموم البلاد وأن أغلب المنشقين يعملون في الحرس الجمهوري في الوقت الذي يقوم في الجيش بملاحقة الجنود المنشقين الذين يرفضون في الغالب اطلاق النار على المدنيين... شاحنات على صعيد آخر قال مصدر ديبلوماسي في مجلس الأمن ان الجلسة المغلقة للمجلس شهدت مشاحنات بين الدول الأوروبية من ناحية وروسيا والصين من ناحية أخرى أول أمس. وأوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن سفراء فرنسا وبريطانيا وألمانيا والبرتغال أيدوا بيانا أصدرته نافي بيلاي مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الانسان يطالب بحماية دولية للمدنيين في سوريا ويحذر من حرب أهلية محتملة. وأضاف ان المساعي الأوروبية ضد سوريا أثارت ردة فعل غاضبة من نائب السفير الروسي في الأممالمتحدة ألكسندر بانكين الذي شكا من أن السفير الفرنسي جيرار أرو يخالف الاجراءات المعتادة بطرح قضايا «ليست على جدول الاجتماع».