انتظمت ليلة السبت الماضي بمدينة سوسة حملة أمنيّة كبرى شاركت في تأمين فعّالياتها مختلف وحدات الأمن بالجهة من الشرطة والحرس الوطني وبحضور رؤساء المناطق الأمنيّة ومختلف رؤساء الوحدات المشاركة. هذه الحملة أمّنها أكثر من 70عون أمن وتم خلالها استغلال أكثر من 15 سيّارة أمنيّة الى جانب 3درّاجات ناريّة ضخمة وواكبتها «الشروق» الصحيفة الوحيدة المتواجدة الى جانب وكالة تونس افريقيا للأنباء وعدد من الإذاعات الخاصة. كانت الساعة تشير الى السابعة وخمس وأربعين دقيقة عندما أعطى العقيد فتحي بلكحلة امر فوج الوسط والساحل لوحدات التدخل والمقدّم عماد بالرحمة رئيس الادارة الفرعيّة للطريق العمومي والاسناد بسوسة والسيّد كمال محجوب رئيس منطقة الحرس الوطني بسوسة, آخر التعليمات للأعوان قبل الانطلاق نحو الاهداف المنشودة والتي تمّ تحديدها مسبّقا, وتتمثّل هذه الأهداف في مداهمات رخّص للقيام بها وكيل الجمهوريّة، لمنازل تعلّقت بها عديد الشبهات مثل بيع الخمر خلسة و أوكار لتعاطي البغاء السرّي وأخرى يشتبه في تعاطي أصحابها للمخدرات والمتاجرة فيها,وفي نفس الوقت كان قادة هذه الحملة على اتصال مباشر مع مختلف غرف العمليّات للتنسيق في ما بينهم ولتلبية نداءات الاستغاثة الصادرة عن المواطنين الذين تعرضوا ليلتها لمكروه يتطلّب تدخّلا أمنيّا عاجلا. إيقاف 3 فتيات بداية الحملة انطلقت بتمشيط كامل لأحياء «حي الرياض»بسوسة وبعض المداهمات التي أسفرت عن ايقاف 3فتيات من صاحبات السوابق وتتعلّق تهمتهن بتعاطي البغاء السرّي حيث تمّ ضبطهن متلبسات, وأيضا ايقاف بعض باعةالخمرخلسة الى جانب بعض المفتش عنهم من الفارين من العدالة, اثر ذلك تحوّلت الحملة الى «حي الزهور» المتاخم ل«حي الرياض» حيث أسفرت المداهمات عن ايقاف عديد المفتش عنهم وتحولنا اثر ذالك مباشرة الى مدينة «المسعدين» لمواصلة الحملة الأمنيّة هناك,لكن ونحن في الطريق أعلمت قاعة العمليّات قيادة الحملة بتلقيها نداء استغاثة من شابّين من مدينة المسعدين لم يتجاوزا ال17 من عمرهما تعرّضا الى «براكاج» بطله أحد أبناء حيّهم الذي كان يرافقه والده في عمليّة ال«براكاج» هذه...وخلال دقائق قليلة كان منزل المشبوه فيه مطوّقا بأعوان الأمن الذين تمكّنوا من القاء القبض على الشّاب ووالده المشبوه فيهما, وبحسّ رجل الأمن المنتبه, وعندما كانت مختلف الوحدات بصدد التأهب لمغادرة المكان مصحوبين بالمشتبه فيهما, أصرّ النقيب وليد بوكر رئيس مصلحة الطريق العمومي باقليم سوسة على الحصول على اذن النيابة العموميّة وتفتيش منزل المشبوه فيهما وهو ماتمّ فعلا ....وبتفتيش المنزل ذهل الجميع لما تمّ العثور عليه...أكثر من 20 حقيبة يدويّة نسائيّة بداخلها أوراق شخصيّة لفتيات ونساء أعمارهن مختلفة ومبالغ ماليّة متفاوتة و أيضا بعض الحليّ والمجوهرات, الى جانب حقيبة كبرى تحتوي على أموال ومجوهرات وأختام لمؤسسات ونواد ثقافية ممّا يدل قطعا على أن المشبوه فيهما كانا يحترفان النشل والسرقة وايضا «البراكاجات» مثلما أكدته الاسلحة البيضاء والسكاكين مختلفة الأحجام التي تم العثور عليها بالغرفة المذكورة. مال محجوز الجدير بالذكر أن المبالغ الماليّة المحجوزة التي تم العثور عليها لدى الشاب ووالده بجهة «المسعدين» قدّرت بخمسة عشر ألفا وثمانمائة دينار الى جانب الحليّ والمصوغ والهواتف الجوالة التي قدّرت هي أيضا (أكثر من عشرة الاف دينار). اثر ذلك تواصلت الحملة الأمنيّة بمختلف الأحياء الشعبيّة بسوسة وعند حلول منتصف الليل عدنا الى المركز الأمني ب«حي الرياض» لاستعراض ما أسفرت عنه من نتائج وتحرير محاضر البحث والايقاف في شأن المشبوه فيهم وحصر المحجوزات في محاضر رسميّة, وقد اسفرت هذه الحملة التي تواصلت أربع ساعات متتالية الى ايقاف أكثر من 15 فردا مشبوه فيهم من بينهم 3 فتيات وتعّلقت التهم الموجّهة إليهم بين بيع الخمر خلسة و الهروب من العدالة (مفتش عنهم) وفارين من السجون والسرقة بمختلف اركانها (البراكاجات وغيرها) الى جانب تهمة تعاطي البغاء السري التي تم توجيهها الى الفتيات الثلاث. صور: م.ي