عبّر فلاحو الجريد عن انزعاجهم من كساد تمور الموسم الحالي فالحركية التجارية التي اعتادوا عليها ببيع المنتوج على رؤوس النخيل انطلاقا من منتصف شهر جويلية شهدت جمودا وبقي النخيل مثقلا بعراجين التمور إلى الآن. ويزداد تخوف الفلاحين كلّما مرّ يوم من موسم الجني الذي انطلق مع دخول شهر أكتوبر فالتمور عرضة للتلف إن لم يتم جنيها عند نضجها وكلّما تأخّر البيع وبقيت العراجين متدلية في رؤوس النخيل تجفّ وتتدنى جودتها وينقص كمها بتساقطها أرضا. فالاحياءات الجديدة بتوزر ورغم تميزها بجودة التمور فإن حوالي نصف عدد فلاحيها لم يبيعوا منتوجهم الى حد الآن. ففي الواحة القديمة بتوزر العزوف شبه كلّي عن شراء التمور فالوسطاء الذين تعوّدوا شراء التمور على رؤوس النخيل لم يشتروها هذا الموسم, وفي ضيعة زكرياء بحامة الجريد التي يستغلها 111 فلاحا لم يتجاوز عدد الذين باعوا منتوجهم على رؤوس النخيل 20 فلاحا خلال الأسبوع الأول من شهر أكتوبر. ويشتكي فلاحو الواحة القديمة بدقاش من عزوف كلي عن شراء المنتوج. ويفسر الوسطاء عزوفهم عن شراء التمور بامتناع المصدرين عن تسليمهم المال ككل سنة لشرائها في حين يقول المصدرون إن البنوك امتنعت هذه السنة عن اقراضهم .أما الفلاحون فيفسرون عزوف المستثمرين عنهم بالتخوّف من الانفلات الأمني خلال الفترة الانتخابية التي تزامنت مع موسم جني التمور ففضلت البنوك والمستثمرون عدم المجازفة لشراء تمور عرضة للنهب والسرقة والاتلاف . ونتج عن ذلك اضطراب لدى الفلاحين فصابة الموسم سواء بيعت بثمن بخس أو اتلفت فالفلاح سيتكبّد خسائر فادحة. ولتوفير القوت لعيالهم اضطر الكثيرون إلى التفريط في المنتوج بنصف الثمن الحقيقي أوالبيع مع تسلّم عربون -شيك- قد يتبيّن لاحقا أنه بدون رصيد. واختار البعض بيع تمورهم في سوق الجملة بتوزر والتي تراكمت فيها التمور فالعرض يفوق الطلب وخوفا من تلفها بيعت الدقلة في هذه السوق بسعر منخفض لم يتجاوز 800 مليم الكلغ الواحد في حين يتراوح سعرها الحقيقي بين 1200 مليم و1500 مليم. ولإنقاذ الموسم ومساعدة الفلاحين على تجاوز محنتهم قال عضو الهيئة المؤقتة للاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بتوزر السيد شفيق خليفة إن الاتحاد يدعو وزارتي التجارة والمالية إلى التدخل لتقديم ضمانات للبنوك لتسند القروض لشراء الصابة قبل انتهاء موسم الجني ووصف الوضعية الحالية لقطاع التمور بالخطيرة فتلف الصابة و تردّي جودتها يؤثران سلبا على تصدير التمور المدرّ على البلاد مبالغ هامة من العملة الصعبة.