اكتظت شوارع قلب مدينة صفاقس مساء أمس بثلاث مسيرات، أولى نظمها الأشقاء الليبيون بعد مقتل القذافي، وثانية نظمها محسوبون على الحداثة وهي مسيرة «اعتقني» وثالثة ضمت بعض الشبان المتدينين كرد على هذه المسيرة . وقد سجلت منطقة باب بحر وباب الديوان ازدحاما كبيرا من المواطنين والسيارات والأشقاء الليبين الذين خرجوا ابتهاجا بمقتل معمر القذافي ووزير دفاعه و نهاية الحرب حسب تأكيداتهم. وقد رفع الأشقاء علم الثورة كما رفعوا علم تونس عاليا ورددوا «ليبيا حرة» بأصوات كهول وشيوخ وشباب تقطعت ببعضهم السبل وبقوا عالقين و مكرمين بيننا في تونس في انتظار يوم الحسم الذي هو أمس حسب تأكيدات بعض الليبيين ممن التقتهم «الشروق» في شوارع صفاقس . مسيرة «اعتقني» خرجت هي الأخرى مساء من قلب المدينة، وقد رفع المتظاهرون فيها العديد من اللافتات تقول في معظمها «أحرار أحرار موش كفار» وحرية + مساواة مواطنة» وغيرها من اللافتات التي مزقت بتدخل بعض الشبان في المسيرة المضادة والذين التحموا بهم في أكثر من مناسبة رافعين لافتات كتب عليها «الله أكبر» أو «لا إله إلا الله». وارتفعت الأصوات عالية من المسيرتين، ولئن حصلت بعض المشادات وتمزيق اللافتات فإنها لم ترتق إلى تبادل العنف بل توقفت في حدود التدافع بين الشقين مع نقاشات متفرقة من هنا وهناك تؤكد مرة أخرى أن أرضية الحوار و الاختلاف في الرأي واضحة بصفاقس.