غزت مدينة جندوبة في السنوات الأخيرة ظاهرة الإنتصاب الفوضوي والإكتظاظ المروري بما جعل المدينة تكاد تختنق ولا تقوى على استيعاب أهلها وهو ما خلق تململا لدى المواطنين. حال الاكتظاظ والاختناق المروري لم يعد يخفى على أحد والحلول الممكنة تكمن في استغلال الفضاءات والمساحات المهملة وتوظيفها على النحو الأكمل حتى تتخلص المدينة من أمري الانتصاب الفوضوي والزحمة المرورية وهذه المساحات توجد بمحاذاة السكة الحديدية على شكل مستودعات مغلقة منذ سنوات يمكن أن يتم استغلالها كفضاءات تجارية أو كفضاء لانتصاب باعة الخضر والغلال وبذلك نضع حدا لمعاناتهم اليومية ونخلص الطرقات من الاختناق المروري وخاصة وسط المدينة . ويمكن أيضا استغلال الفضاء الطلق المحاذي أيضا للسكة الحديدية ومحطة القطارات وهي كلها حلول ممكنة خاصة أن البلدية حاولت ذات موسم فرض الانتصاب بالمكانين ولو واصلت المهمة لما وصل الوضع إلى ما هو عليه ثم إن الفضاءين المذكورين ملك عام ولا مجال للدخول في إشكاليات ملكية وما يرافق ذلك . التجهيز والتهذيب وإذا كانت الحلول ممكنة بتوظيف هذه الفضاءات المهملة التوظيف السليم فإن الضرورة تقتضي تجهيزها بالمرافق اللازمة وتبليط هذه المساحات ومد قنوات صرف المياه والإنارة وغيرها من المرافق اللازمة لتعاطي النشاط التجاري في ظروف طيبة لا تعيد الواقع خطوات إلى الوراء . كما يتعين في صورة إعادة التفكير في استغلال هذه الفضاءات ترشيد عملية الاكتراء فيكون المبلغ رمزيا وفي حدود المعقول وليس تعجيزيا ينفر الباعة ويزيد في همومهم التي لا تحصى ولا تعد وبدل أن نوفر الحلول نقع في تداعيات أخرى تخلق مشاكل وصعوبات جديدة فيتحول الحل إلى مشكل . استغلال هذه الفضاءات وتحويلها لمساحات تجارية حرة تنظم عملية تعاطي النشاط وتحد من فوضويته تحقق غايتين الأولى تنظيمية تضيف لمنظر المدينة التنظيم والجمالية والثاني أخلاقيا حين يتم القضاء على هذه الفضاءات التي تحولت لأوكار فساد ومصدرا لتجاوزات لا تحصى ولا تعد فيها اعتداء كبيرعلى الحريات والأخلاق الحميدة . استغلال هذه الفضاءات يمكن أيضا من فتح الطريق الموصلة للسوق الأسبوعية عبر السكة الحديدية والتي أغلقت منذ سنوات ولا يسمح المرور منها إلا للمترجلين وفي فتح الطريق هذه حلول للتقليص من الحركة المرورية وتنشيط هذه المساحات التجارية الجديدة بما يجعل البائع يتحمس بل ويتمسك بهذا المكان كموطن للرزق يدافع عنه بكل ما أوتي من جهد . التدخل من هذه الناحية لتخليص المدينة من الزحمة والانتصاب الفوضوي صار أمرا ضروريا يفرضه الواقع التي تعيشه المدينة والأمل أن تعجل البلدية والسلط الجهوية في توفير هذا الفضاء وتجهيزه بالمرافق الضرورية ليتم استغلاله عما قريب كأفضل ما يكون فيربح الجميع على حد السواء .