شهدت مدينة جندوبة منذ سنوات تطورا كبيرا في أسطول النقل وهو ما خلق أزمة مرورية خاصة وسط المدينة كما ان ظاهرة الانتصاب الفوضوي التي غزت المدينة زادت الوضع تازما . منذ الساعات الأولى من فجر كل يوم تحتل عربات بيع الخضر والغلال وسط المدينة ولا تكاد تجد شبرا للمرور فتزدحم الصفوف ويتدافع المارة وهو وضع تعطلت معه حركة مرور السيارات الخاصة وسيارات التاكسي وغيرها حتى أن من سولت له نفسه المجازفة ودخل وسط المدينة يجد صعوبة كبرى للخروج من هذا المأزق ولا يستطيع الدخول الى وسط المدينة الا مترجلا وتصوروا حال الشيخ والطفل والمريض وقاصد خدمة ماذا سيفعل أيصبر على هذا الضيم ويقطع مسافات راجلا للوصول الى غايته . غابت البلدية فحضرت الفوضى . هذا الوضع ساهم فيه غياب دور الرقابة البلدية ومصالح التراتيب لمنع هذا الانتصاب الفوضوي وتداعياته وهو غياب ربما نتيجة الوضع الذي تشهده البلاد عامة أوخوفا من تداعيات تحجير ومنع الانتصاب ولكن لا مبرر له حين يؤدي لمثل هذا الوضع وتصبح مصلحة فئة قليلة نحترم كدها واجتهادها من أجل لقمة العيش على حساب شعب مدينة بأكملها باتت تنتظر مع اطلالة كل يوم أن يعود لها نظامها وحركة مرورها العادية وعلى البلدية أمام هذا الوضع أن تسارع باتخاذ التدابير اللازمة بما ينصف جميع الاطراف ويضمن استرداد حرية المواطن في التنقل بلا قيد أوشرط وضمان تعاطي التجار لعملهم في ظروف طيبة . حلول قريبة عاجلة لا يوجد حل لهذا الاشكال الجاثم على النفوس يمكن لمصالح البلدية والمصالح الجهوية مرجع النظر أن تتخذ تدابير واجراءات عملية لتنظيم عملية الانتصاب وتتمثل أولا في تهيئة فضاء السوق البلدي الجديد المحاذي للسكة الحديدية حتى يكون لائقا ومناسبا لتعاطي النشاط وتوزيعه بأسعار رمزية على الباعة وكذلك البطحاء المقابلة لهذه السوق حتى يتم بذلك خلق فضاء منظم يحترم البائع والمواطن على حد السواء فيعود للحركة المرورية نشاطها فلا يشتكي المواطن ولا السائق وفي هذا احترام لمصلحة الجميع بلا اقصاء ولا تهميش. أما الحل الثاني فيتمثل في فتح مجال للحوار مع الباعة لمعرفة شواغلهم والوصول بالاتفاق معهم لحلول ترضي جميع الأطراف تضع في الاعتبار في المقام الأول مصلحة المدينة . اذا كانت الحاجة ملحة لخلق فضاء لتنظيم نشاط الباعة يخلص المدينة من الاختناق المروري نهائيا فان حاجة المدينة لمحول تبقى أهم كحل لمثل هذه الوضعية وقد بدأت الدراسات تقر بجدواه وبرمجته عما قريب وهو محول يفصل بين الداخل الى وسط المدينة والعابر الى جهات أخرى . ومهما يكن من أمر فان واقع الحركة المرورية بأسبابها ومسبباتها بات يتطلب التفكير الجاد والتدخل الحاسم والقياسي حتى لا تبقى المدينة تضيق بأهلها الذين أرهقهم طول انتظار الحلول الجذرية التي تضع حدّا لكل أصناف المعاناة .