مع الاعلان عن النتائج الاولية لانتخابات التأسيسي بمختلف الدوائر عديد التساؤلات ماتزال قائمة خاصة في ظل اعادة تشكل المشهد السياسي في تونس ومواقف الاحزاب التي لم يحالفها الحظ في السباق الانتخابي. وفي هذا الاطار تحدثت «الشروق» الى عدد من ممثلي القائمات الحزبية عن الخطوات القادمة وردود الفعل ازاء ماسجل من احداث بجهة سيدي بوزيد التي مثلت منطلق الشرارة الاولى لاندلاع ثورة 14 جانفي . السيد «عبد العزيز بلخوجة» عن القطب الحداثي قائمة بنزرت أكد ان الفترة الحالية المطلوب فيها اخذ مسافة قصد مراجعة الاخطاء الاساسية خاصة ان الساحة السياسية اليوم مفتوحة على عدد من المتغيرات الهامة وان الاشكال الذي حالف عمل الاطراف الحداثية المترشحة هي قلة الاتحاد و عدم التكتل بل السعي فقط الى الابقاء على لغة الثنائيات التي روجت لها في جانب كبير منها وسائل الاعلام برسالة «الشيطانية والاسلامية» ان صح الوصف والدخول في اشكالية اللائكية « بعيدا عن هاجس التفكير في لم الشمل.... وان الحاجة تبقى اكيدة في مراجعة مثل هذه الخطابات لان الامر والقضية اليوم تجاوزت اللائكية الغريبة عن كبرى القضايا والمشاغل التونسية.... وقد اضاف المتحدث بالمناسبة ان المشغل الاساسي لعدد من الشخصيات المترشحة كان البحث عن كرسي بالمجلس بعيدا عن امهات المطالب في المشاركة في كتابة دستور البلاد وهي من العوامل التي افقدت على حد وصفه ثقة التونسي بها وان نسبة كبيرة من السياسيين اختاروا صراحة ركوب الكذب بعد الثورة و ان مراجعة الخطاب في هذا الصدد تبقى أكيدة..... وبخصوص ما طرأ مؤخرا من احداث بولاية سيدي بوزيد شدد المتحدث على مسالة تطبيق العدالة على حد قوله من قبل الهيئة المختصة ازاء التجاوزات الحاصلة من الجميع وان برر جانب كبير من هذا بطبيعة المرحلة الانتقالية و مسؤولية الاحزاب في هذا الجانب.. «الشعب قال كلمته ......وتخطيط مسبق وراء احداث سيدي بوزيد» في حديثنا للسيد علي النفزي رئيس جامعة بنزرت لحركة الوحدة الشعبية اكتفى بالتعليق على نتائج الانتخابات بان الشعب قال كلمته وان الموضوع قد طوي .... وانه لايتصور ان هناك براءة ازاء التحركات الاحتجاجية المسجلة اخيرا بولاية سيدي بوزيد بل الامر هو منظم ومخطط له ولاسيما مع النتائج المذهلة التي حققتها قائمة العريضة التي تؤتمر من لندن و ان من يقف وراء المخطط اشخاص من بقايا النظام القديم. وقد اضاف محدثنا ان الدعوة تبقى اكيدة لاتحاد كل الجهود لوقف محاولات جعل الاشتعال متواصلا في ربوع تونس. اما عن الملامح الكبرى للحضور بالنسبة للحركة مستقبلا على الساحة السياسية اوضح ان النضال متواصل ومستمر ولا يرتبط البتة بالحضور من غيابه بالمجلس التأسيسي. وقد اكتفى بالتعليق في الختام بان لكل جواد كبوة «وان المرحلة ضرورية للوقوف عند الاسباب والمسببات ازاء مثل هذه النتائج التي تحصلت عليها الحركة». عوامل تنظيمية وراء الاخفاق ونضالنا ليس للمجلس التأسيسي السيد حبيب الكواش رئيس قائمة البديل الثوري ببنزرت عن حزب العمال الشيوعي التونسي وصف النتائج بانها لم تكن بما هو مؤمل وان الانتخابات على حد وصفه لم تنجز من حيث الممارسة بطرق شفافة رغم انها تمثل اختيار الشعب حيث اضاف انه مع المفاجأة فان النضال في اطار هذا الحزب سيتواصل في الشارع والساحات لانه ليس بالموجه للمجلس التأسيسي فقط. ومع نظافة الحملة التي خاضتها القائمة في بنزرت بعيدا عن شراء الذمم فان المتحدث اقر بوجود نقائص وان تنوعت فان ابرزها يعود الى العامل التنظيمي بالاساس حيث سيقع الاهتمام بتركيز الفروع و كذلك الاهتمام بمسألة الانخراطات. وقد انتقد المتحدث في الاثناء عمل الهيئة الفرعية المستقلة للانتخابات التي وصفها بغير النزيهة وان بعض الشوائب حالف عملها واختياراتها. فترة للتقيم وننتظر تفعيل تحالف 23 أكتوبر بدوره أبرز السيد فتحي بوزيدي كاتب عام جامعة بنزرت لحزب الاصلاح والتنمية انه مع اعلان النتائج بعد ان اتسمت الانتخابات للمجلس الوطني التأسيسي بالنزاهة والشفافية فان كل الاهتمام منصب لللتقييم وفهم المتغيرات بالمشهد السياسي بتونس وانه سيقع مواصلة ذات الاختيارات الاستراتيجية للحزب الذي ولد على حد قوله ليعيش ..... وان الاحداث الجارية الان في سيدي بوزيد بالمتوقعة و لكنها لن تؤثر في المشهد السياسي الجديد الذي اضحى واضح المعالم . وان من التحالفات التي من المرتقب تفعيلها مستقبلا ائتلاف 23 اكتوبر مع عدد من الاطراف الحزبية الأخرى. مبروك لتونس واليقظة واجبة محمد الذوادي محلل سياسي واكب المشهد التونسي منذ اندلاع الثورة صرح لنا قائلا: «قبل كل شيء لابد ان نهنئ انفسنا ببلوغ هذه المرحلة المتقدمة من الانتقال الديمقراطي في فترة وجيزة تركت انطباعا ايجابيا لدى العالم الغربي والعربي وحمل صورة جميلة عن تونس ممكن استثمارها مستقبلا بشكل كبير سياحيا فلا فائدة في محاولة تشويهها وبالمناسبة أدعو التونسيين الذين لم يحالفهم الحظ ان يقوموا بمراجعات عميقة لافكارهم واطروحاتهم ويختاروا زوايا نظر اخرى بدل التشويش على النتائج وحتى وان كانت هناك تجاوزات فانها من الجميع ولم تؤثر على حد علمنا في الحاصل بالصندوق». اما عما حدث بسيدي بوزيد فاضاف محدثنا (أرجو ان يحافظ اهالي سيدي بوزيد على الصورة التي قدموها للعالم يوم 17 ديسمبر وانا متأكد انهم اذكى بكثير من أن يقع الزج بهم في دائرة فتنة دبرتها أطراف تخاذلت الحكومات السابقة في محاسبتها).