جندوبة الشمالية «الشروق»: عديدة هي المسالك الريفية بمعتمدية جندوبة الشمالية التي يغيب بها التعبيد أو التهذيب بما يسهل عملية التنقل لمختلف مكونات المجتمع الريفي ومن أهم المسالك نذكر مسلك «الجواهرية» و«الخضراء» «الفراشيش عين القصير» و«علي الجندلي» وغيرها من المسالك الوعرة والتي يغيب عنها التعبيد فتكون الرداءة سيدة الموقف وتعطل مصالح المواطن شعارها ولهذه الرداءة وتعطل المصالح فصول . تعطل الدراسة رداءة المسالك تظهر بأكثر وضوح خصوصا في فصل الشتاء أمام نزول كميات كبيرة من الأمطار بجهة جندوبة مما يحولها إلى برك من المياه والأوحال فيتحول التنقل من شبه المستحيل ويتطلب استعدادات خاصة وصبرا من نوع خاص ومجهود كبير خاصة لأطفال المدارس الذين يصبحون لا حول لهم ولا قوة أمام قساوة الطبيعة ومخلفاتها في الواقع فيضطر بعضهم للتغيب عن الدراسة حينا أو الوصول المتأخر للمدارس وفي حالة سيئة بين ماء منهمر على الأبدان ووحل يغزو الملابس ,وهنا لا بد من التذكير أن معضم المدارس الريفية بجهة جندوبة يغيب عنها التعبيد لطرقاتها ومسالكها فيسبب ذلك الوضع ظروفا سيئة في الدراسة إضافة لكثرة المسالك الوعرة والغابية التي تسكنها حيوانات مفترسة قد تسبب الأذى للعابرين وانتشار السيول والأودية الجارفة التي تسبب خطرا محدقا و متزايدا على حياة الأطفال الصغار وحتى الكبار . بطالة وحرمان وعورة المسالك هذه وافتقارها للتعبيد أو على الأقل للتهذيب وإلى جانب تعطيله للدروس لأيام معدودات خاصة في فصل الشتاء وكذلك تلاميذ المعاهد والمدارس الإعدادية والجامعات فإنها تسبب للعمال بطالة إضطرارية لأيام وأيام مما يسبب أيضا خصاصة وفقرا وسوء حال من الناحية المادية هذا ينضاف لما تسببه المسالك الرديئة من تجويع وحرمان للمتساكنين من أبسط مرافق العيش على نحو المواد الغذائية والتداوي والماء الصالح للشراب بسبب عجز سيارات التزويد على الوصول للأرياف لرداءة المسالك وما يعتريها من أوحال وكذلك صعوبة وصول سيارات الصحة للمستوصفات في بعض المرات ووصول المواطن لأماكن التزود بالماء الصالح للشراب من عيون طبيعية وآبار وحنفيات عمومية مما يضطر العديد على حسب تعبير مواطنين سألتهم « الشروق» لشرب ماء المطر والمواجل لأيام أما تحصيل الغذاء فيكون حسب تعبيرهم وأمام نفاد بعض الضروريات بمحلات بيع المواد الغذائية فإنهم يقتاتون مما توفره الطبيعة من الخضروات وحليب الماعز والأبقار وغيرها مما يصلح للإستهلاك اليومي. وضع المسالك الريفية السيء يتطلب تدخلا خاصا وبرنامجا نوعيا يضع في الإعتبار تخصيص وضع حد لمعاناة هذه الفئة من المجتمع تدخلا يخلص تلاميذها وعمالها وشيوخها وكل مكوناتها من هذا الهاجس الذي حرمهم من العيش الكريم وسبب لهم شبه عزلة خاصة شتاء وتعبيد الطرقات هذه وتهذيبها يتزامن مع بناء جسور تقي من شر السيول والأنهار بما يحمي الأرواح البشرية ويقيها شرا قد يأتي بين الحين والآخر . عبد الكريم السلطاني