تعد مسألة تعبيد الطرقات والمسالك خاصة بالأرياف من المسائل المطروحة بشدة خاصة في ظل ما يسببه غيابها أو رداءتها من معاناة وعزلة خاصة شتاء. واقع الحال ينطبق على الطريق بين تجمع «الخضراء وتجمعات أخرى» مثل الصديقات العواودة شارن الصخايرية وهي طريق تمتد على 04 كلم لكنها خلقت متاعب لا تحصى ولا تعد لأكثر من 150 عائلة وتسببت في معاناة كبيرة خاصة في الشتاء عندما يتحول إلى برك مياه وأوحال. حال الطريق هذه سببت حسب ما أكده عدد من السكان ل«الشروق» تعطل التزويد بالمواد الغذائية والاستهلاكية شتاء حين تنقطع الحركة المرورية بالكامل عن هذه التجمعات وسوء حال التلاميذ المتنقلين لمدرسة «الخضراء» التي تستقبل ما يقارب 100 تلميذ من أبناء التجمعات فيكون حالهم بين أمرين إما التغيب عن الدراسة أو الحضور في أسوإ حال بعد أن يصبح لا صوت يعلو على صوت الأوحال ولا رفيق للبراعم سوى الصبر وقد أعياهم طول المسافة وكثرة الأوحال وبرك المياه المنتشرة في كل مكان في واقع يتواصل لأكثر من أربعة أشهر من المعاناة التي لا يختلف حالها لتلاميذ المعاهد (80 تلميذا تقريبا) وكذلك المرضى والعمال. وأكد صاحب محل لبيع المواد الغذائية ل«الشروق» أنه يضطر في بعض الحالات إلى الاستنجاد بالدواب لتزويد المحل بالمواد الغذائية حتى لا يجوع السكان. الحالة الرديئة للطريق المذكورة وتسببها في عزل هذه التجمعات السكنية عن المدينة وخيراتها انعكس سلبا على البنية الاجتماعية للمنطقة حين خير الكثير من سكانها مكرهين النزوح لمدينة جندوبة وتشمل الظاهرة خاصة العمال والموظفين ليسلموا من عبث الطريق ولا يحرم أبناؤهم من عديد الحقوق التي من المفترض أن تتوفر ليعيشوا كسائر المواطنين. وقد أكد عدد من «المهجرين» ل«الشروق» أنهم أقدموا على ذلك مكرهين رغم تعلقهم بالموطن وارتفاع كلفة الكراء والمصاريف بالمدينة علما أن المنطقة تبعد عن مدينة جندوبة زهاء 10 كلم وهي منطقة ذات طبيعة خلابة لكن عكر صفوها غياب التعبيد. حاجة هذه التجمعات لتعبيد الطريق أو حتى تهذيبه يعتبر أولوية مطلقة نظرا لما سببه من ضيق وضجر وخلق حالة اجتماعية سيئة ما أحوجها للمسة وفاء وتدخل عاجل يخلصها من المعاناة التي طالت وتنامت فصولها مع إطلالة كل يوم حتى أن السكان ورغم الأفق الرحب لنشاطهم الفلاحي الذي تتميز به الجهة باتوا يتمنون شتاء قليل الأمطار ليسلموا مما يخفيه لهم من صعوبات ومعاناة وسوء أحوال.