تونس (الشروق ) متابعة محمد علي خليفة : وفي ندوة صحفية عقدتها صباح أمس بالعاصمة قدم رئيس الحركة راشد الغنوشي خطابا تطمينيا لمختلف الأطراف حول كل ما يتعلق بالمرحلة المقبلة بدءا بالنموذج المجتمعي الذي تدعو إليه الحركة والحريات العامة ومكانة المرأة وصولا إلى القطاع الاقتصادي وعلاقات تونس بمحيطيها الإقليمي والدولي. شعار الوفاق وأكد الغنوشي أن الحركة رفعت منذ اليوم الأول بعد 14 جانفي شعار الوفاق وظلت حريصة على العمل به على امتداد الأشهر الماضية قائلا إن السلطة لن تغرّ الحركة التي ستمضي في هذا النهج، وقال :لا نزال أشد إيمانا بالوفاق لبناء دولة الديمقراطية سواء في الحكومة أو في المجلس التأسيسي فالحكم يجب أن يدار بالوفاق والدستور يجب أن يكتب بالوفاق». وأضاف الغنوشي «سنسعى إلى إخواننا في الوطن بكل اتجاهاتهم مادين أيدينا طارقين أبوابهم للمشاركة معنا في بناء تونس ونرجو كما جمعتهم السجون أن يجمعهم الوعي بأن الديمقراطية للجميع وإلا فلن تكون لأحد». وفي هذا السياق قال أمين عام الحركة حمادي الجبالي «شرعنا بالأمس في لقاء مع الدكتور مصطفى بن جعفر ومازلنا نبحث عن أرضية مشتركة لبناء المرحلة المقبلة ولو ان الأرضية موجودة منذ سنوات من خلال وثيقة 18 أكتوبر وستتسع المشاورات لتشمل المؤتمر من أجل الجمهورية وغيره من القوى وستكون النقطة الأولى المبرمجة في جدول أعمال الحكومة الجانب الاقتصادي والاجتماعي» مؤكدا ان «البرنامج الحكومي هو الذي سنبني عليه مشاوراتنا». وردا على سؤال حول الأطراف الأخرى التي قد تلتقي معها «النهضة» واحتمال أن يكون من بينها الحزب الديمقراطي التقدمي أكد الغنوشي أن ما تؤمن به «النهضة» أنها لا تحكم وحدها «فنحن نأتلف مع القوى التي قاومت الاستبداد ومعظمها كانت لنا معها لقاءات ميدانية نضالية وحتى فكرية تبلورت في وثيقة 18 أكتوبر ومن بين هذه الأطراف الحزب الديمقراطي التقدمي». وأكد رئيس «النهضة» حرص الحركة على تأكيد العمق الحضاري وتعزيز الفضاء الاستراتيجي الذي تنتمي إليه تونس مغاربيا وعربيا وإفريقيا مع إعطاء مكانة خاصة للعلاقات مع ليبيا والجزائر وإعادة دور تونس المفقود في محيطها المتوسطي وتأكيد الصداقة التاريخية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية والانفتاح على الفضاء الأوروبي. تطمينات للمرأة والمجتمع ووجه الغنوشي رسالة إلى نساء تونس قائلا إن «النهضة» تلتزم بتعزيز مكاسبهن وتفعيل دورهن في صناعة القرار السياسي، وسيكون للمرأة حضور في الحكومة كما في المجلس التأسيسي ونحن نفضّل أن تكون هذه المرأة كما في «النهضة» تمثل تونس متحجبة أو غير متحجبة». وأشار إلى أن من بين 49 امرأة ستكون ممثلة في المجلس التأسيسي هناك 42 امرأة من «النهضة». وأضاف أن «النهضة لا تحمل مشروع إكراه أو بطش ولن تغير نمط الحياة وستترك للناس حقوقهم كاملة في ما يأكلون وما يشربون، فهذا كله ليس من شأن الدولة»... وقد صفّق الحاضرون وخصوصا الحاضرات طويلا لما قاله الغنوشي الذي تحدّث بإطناب حول هذه المسألة وبدا حريصا على تقديم ضمانات والرد على من يرفع الفزّاعات. وقال الغنوشي «استغرب أحيانا للتساؤلات التي تطرح فهذه بنت تتساءل هل إذا فازت النهضة سيكون بإمكاني الذهاب إلى المدرسة وهذه امرأة تتساءل هل سيكون بإمكاني بعد اليوم أن أذهب إلى العمل... وهذه كلها تساؤلات لا مبرر لها لأن النهضة لن تتدخّل في كل ذلك ولن تغير شيئا في النمط المجتمعي الذي يعيشه التونسيون». ووجّه الغنوشي نداء إلى أهالي سيدي بوزيد الذين كان لهم دور كبير لا في هذه الثورة فحسب بل في الثورات التي شهدتها تونس، ينبغي أن يكونوا أحرص الناس على هذه الثورة ونحن ندعوهم إلى الهدوء والمحافظة على الأملاك والأرواح». ووجّه الغنوشي تحية إلى الحكومة المؤقتة وأثنى على جهود الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وجهود الجيش والامن الوطنيين التي سهرت وحمت صناديق الاقتراع حتى الوصول إلى هذه المرحلة وقال إن الأحزاب عبّرت عن مستوى راق في تقبل النتائج فحيت الفائزين وكذلك اليوم نحن نحييها.