تونس الصريح بمناسبة ذكرى مرور ثلاثين سنة على تأسيس حركة «النهضة» (6 جوان 1981 6 جوان 2011)، عقد الشيخ راشد الغنوشي رئيس الحركة ندوة صحفية أمس في أحد فضاءات البحيرة بالعاصمة بحضور أبرز الوجوه التاريخية للحركة وعدد كبير من أنصارها وخاصة من النساء وكذلك رؤساء عدة أحزاب سياسية. وقد تحدث الشيخ راشد الغنوشي في قضايا الساعة التي تشغل الرأي العام التونسي.. من ذلك أنه أكد أكثر من مرة على ضرورة أن تتقيّد وتلتزم جميع الاطراف السياسية في تونس بمبدإ التوافق. ودعا الى حكم ائتلافي لإنقاذ تونس مما هي فيه ومما يهددها من أخطار. وقال: «نحمّل الإخوة الذين حادوا عن الوفاق مسؤولية ما يجري وعليهم أن يعودوا الى الوفاق بعد ما انتهت الوصاية على الشعب وانتهى الاستبداد.. وإن تأجيل انتخابات المجلس التأسيسي انحراف عن الوفاق الهيئة العليا لمجلس حماية أهداف الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي والهيئة العليا المستقلة للانتخابات الى العودة الى الوفاق.. وكل الهيئات مؤقتة ولا يمكن لأي أحد أن يغالطنا، والثورة أسقطت الديكتاتورية بكل صورها». وأضاف الشيخ راشد الغنوشي: «نحن في النهاية ثقتنا عظيمة في شعبنا.. ومطمئنون على أن هذه الثورة ماضية في طريقها.. وثورتنا المباركة دخلت بنا ودخلت بالعالم العربي في عهد جديد». وفي أجوبته على أسئلة الصحافيين أوضح رئيس حركة «النهضة» عدة مسائل، من بينها قوله: «نحن لم نقاطع الهيئة العليا لمجلس حماية أهداف الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي وإنما عبّرنا عن حركة احتجاج وأن تأجيل موعد الانتخابات لا نقبله فهو يهدد علاقة الوفاق». وعندما سئل عن عدد المنخرطين في الحركة وعن ميزانيتها، قال الشيخ راشد الغنوشي: «عدد منخرطي «النهضة» مازال في التفحيص وهي بصدد توزيع انخراطاتها ولا أعرف عددهم الحقيقي».. وحول ميزانية «النهضة» والمال السياسي وتمويل الحملة الانتخابية، قال: «ما كانت لهذه الحركة أن تتواصل لو كانت حركة مصطنعة.. وان حركتنا وطنية تتموّل من أعضائها، وهي مستمرّة في الاعتماد بعد الله على شعبها.. وان عضويتها بمئات الآلاف... نحن لنا مرجعية اسلامية.. ولنا وجهة نظرنا واجتهاداتنا.. وحركتنا ليست ناطقا رسميا باسم الاسلام لأن ليست هناك باباوية في الإسلام». وبيّن الشيخ راشد الغنوشي قائلا: «نحن تراودنا شكوك أن من زلزل التاريخ الوفاقي للانتخابات يستطيع أن يزلزل كل الانتخابات.. نحن نطالب بالعودة الى الوفاق.. والشرعية الوحيدة الآن هي شرعية الوفاق وإلا خرج الشعب الى الثورة والى الشارع في النهاية.. يقول السيد كمال الجندوبي وهو صديقي: «قررنا..».. نقول له: «من أنت حتى تقول: «قرّرنا».. على طريقة الرئيس المخلوع».. ونوّه الشيخ راشد الغنوشي بالشيخ عبد الفتاح مورو الذي لقي تصفيقا حارا من قبل الحاضرين في القاعة.. وأكد أنه من الحركة ولم يخرج منها.. وأضاف: «شرف ل «النهضة» وللبلاد إذا قبل الشيخ عبد الفتاح مورو قيادة حملة «النهضة» لانتخابات المجلس التأسيسي». وعلى صعيد آخر قال الشيخ راشد الغنوشي في ندوته الصحفية: «حركة «النهضة» رفضت ولازالت ترفض العنف وقد بدأت حركة فكرية.. نحن ضحايا العنف.. أدنّاه وندينه.. نرفضه وقد رفضناه.. «النهضة» حركة شعبية فلماذا تلجأ الى العنف؟.. الأقليات في مجتمعاتها هي التي تلجأ الى العنف.. نحن ندين العنف بكل مصادره ومهما كان مأتاه».. واستنكر ما حصل ويحصل من عنف في أكثر من منطقة بالبلاد.. ووصف الذين مع تأجيل انتخابات المجلس التأسيسي بأنهم «خائفون من الشعب.. وخائفون من صناديق الاقتراع».. منظمة شباب «النهضة» وأعلن شاب من شباب الحركة عن تأسيس منظمة شباب «النهضة» من أجل بناء حركة شبابية مناضلة ديمقراطية.