تسعون دقيقة هي كل ما تبقى من عمر التصفيات قبل أن يستحيل حلم الأفارقة إلى هدف قريب بعبورهم إلى الدور النهائي لكأس ال«كاف» والدخول رسميا في دائرة المراهنة على هذا اللقب الذي قد يقلب الأوضاع داخل الحديقة رأسا على عقب... هناك حقيقة لا غبار عليها تؤكد أن الإفريقي لم يعد يملك لاعبين كبارا قادرين على «قلب الأطراح» بل إن الفريق يكاد يستنزف أبناءه بعد أن تخلّت الهيئة عن أبرز نجومها... لكن رغم كل ذلك فإن اقتناعنا كبير بأن الإفريقي قادر على مقابلة واحدة من هزم أي فريق... أي أن عقلية الفريق خاصة مع مدرب في قيمة فوزي البنزرتي تحوّلت آلة رقمية مختصة في الحسابات الضيقة التي لا تتجاوز التسعين دقيقة يمكن خلالها الإفريقي أن يلدغ أي منافس ويفتك منه الفرحة... وهو ما حدث في مباراة الذهاب مع نادي «الشمس البازغة» الذي وجد نفسه مهزوما ومكسور الجناح أمام جمهوره وهي نتيجة إيجابية جدا لأبنائنا الذين عليهم أولا عدم السقوط في فخ الاستسهال وثانيا في فخ التسرّع لحسم الأمور وثالثا في فخ التكتّل والرضاء بما وقع في الذهاب لأن كل هذه الاحتمالات تمثل المنافس الأكبر للإفريقي في مباراة اليوم التي على فوزي البنزرتي أن يجهز لها كل السيناريوهات الممكنة وغير المتوقعة خاصة... ثقتنا كبيرة في الإفريقي لاستكمال الضلع الأخير للفرح بإعلان ترشحه رسميا إلى الدور النهائي لكأس ال«كاف» التي نؤكد على أنها ستكون أفضل المفاتيح لأبواب الموسم الجديد خاصة في خضم ما وقع مؤخرا مع اللاعبين وفي غياب المال وجلوس الهيئة على جمر الانتظار... على جناح الأمل أكد أكثر من لاعب داخل الفريق أنه ندم كل الندم عما حصل من إضراب وتبادل للاتهامات وأضاف أنه سيكفر عن ذنبه بكسب ورقة الترشح.. علّمنا التاريخ أن لا نصدّق هذا الكلام إلا عندما تعتصر الأقدام لتسير بالإفريقي إلى الأمام وتتحقق أجمل الأحلام.