أكّد القيادي في حركة النهضة العجمي الوريمي أنّه لا وصاية لأحد على أحد بعنوان الحداثة أو الأصالة أو امتلاك الحقيقة وأنّ الحركة تدعو إلى توخّي الحوار لحلّ «أزمة النقاب» في الجامعات متّهما «جهات» بتصعيد الوضع. وقال الوريمي في تصريحات ل«الشروق» إنّ «النهضة تقف ضدّ توتير الأجواء في أي قطاع من القطاعات أو ميدان من الميادين وهي تهيب بكلّ الأطراف أن تعمل على تغليب مبدإ الحوار والتشاور والهدوء دون اللّجوء إلى التّصعيد أو الدّفع بالأمور نحو المأزق أو القطيعة.
وأضاف الوريمي «نحن لا نرى مصلحة لأحد في أن توجد مثل هذه الأجواء خاصّة في ظرف دقيق تمرّ به البلاد والجامعة وفي فترة امتحانات لا بدّ أن يكون فيها الطلبة على استعداد وليس من مصلحة أحد أن يضعهم في حالة توتّر».
الالتزام بمبدأ الحوار واحترام القانون
ودعا الوريمي «الجميع إلى الالتزام بمبدإ الحوار واحترام القانون» مؤكّدا احترام حركته «قرارات الهيئات المختلفة والمجالس العلمية المنتخبة وتهيب بها تغليب مصلحة الطلبة وسير الدروس وأن يكون ذلك مقدّما على أي اعتبار آخر» معربا عن اعتقاده بأنّ «الإدارة وأساسا في كلية الآداب بمنوبة وعلى رأسها العميد مسؤولة عن إيجاد الحلول وفتح باب الحوار مع الطلبة وممثليهم ومعالجة الأوضاع بحكمة وعدم التسرّع بصبّ الزيت على النار والبحث عن حلول، علما أنّ الأمور كانت متجهة نحو الانفراج ونحن ندعم هذا التمشّي».
وردّا على سؤال حول ما إذا كانت هناك أطراف تدفع نحو توتير الأجواء وتصعيد الأزمة قال الوريمي إنّ ذلك حاصل بالفعل وإنّ هناك مؤشّرات قوية تدلّ على ذلك وهو أمر غير محبّذ في مثل هذه الفترة الدّقيقة، مضيفا «نحن مع إبعاد الجامعة عن الصراعات السياسية وعدم استخدام الطلبة وقضاياهم في الخلافات السياسية ومع أن تكون الجامعة فضاء للحوار والتعايش ومدرسة للسلوك الحضاري وتكون أيضا فضاء للحرية لا يشعر فيها أي طرف إداري أو طلابي أو إطار تدريسي بأنّه تحت الضغط أو أنّه مستهدف أو مهدّد بالإقصاء».
تحذير واحترام لتقاليد الجامعة
وحذّر القيادي في «النهضة» من «أي توظيف سياسي للأحداث وتحويلها عن إطارها الأصلي لنجعل منها قضية إيديولوجية أو سياسية أو استغلالها لإرباك الأوضاع السياسية وإرباك الجهد الذي تبذله الأطراف الوطنيّة لإنجاح الانتقال الديمقراطي وإرساء السلطات المنتخبة ومؤسسات البلاد حتى تتولى العمل والتركيز على أولويات البلاد في هذه المرحلة».
وأكّد الوريمي احترام الحركة لتقاليد الجامعة من استقلالية أكاديمية ومن حرية تعبير وحرية تنظّم وتعايش واحترام للرأي المخالف واحترام الحريات الفرديّة.
وردّا على سؤال حول كيفيّة التعامل مع حالات تتعارض فيها تقاليد الجامعة ونظامها الداخلي مع مبدإ احترام الحريات قال الوريمي إنّ هناك «حلولا قدّمت في هذا الاتجاه تقدّمت بها بعض الأطراف المعنيّة بهذا الموضوع وإنّ الوصول إلى حل يرضي الجميع ممكن ونحن نشجّع ذلك، فالالتزام بالقانون يجب أن يكون مقترنا بأسس التعامل الحضاري واحترام الحريات الشخصيّة ونحن لا نرى أي مبرّر لمنع أي طالب أو طالبة من متابعة الدّروس طالما لم يقم بما من شأنه أن يخلّ بالأمن والنظام العام».
وأوضح الوريمي أنّ «الحرمان على أساس إيديولوجي أو على أساس القناعات الشخصيّة وكل ما يتعلّق باللّباس والهندام غير مقبول خاصّة عندما يكون هناك أساس لهذا الالتزام، بمعنى أنّ فرض أي ضوابط أخرى تعسّفيّة على هذا الشخص بما يجعله في حرج مع قناعاته الدينية والفكرية هو بطبيعة الحال تعدّ على حرية الأشخاص، وإذا لم يكن هذا الالتزام اعتباطيا أو استفزازيا بل يدخل في باب الخيار الحر والشخصي لا بدّ من احترامه في الفضاء العمومي بشكل عام وفي الفضاء الجامعي خاصّة.
لا وصاية لأحد بعنوان الحداثة أو الأصالة أو امتلاك الحقيقة
وأكّد الوريمي أنّه لا وصاية من طرف على طرف بعنوان الحداثة أو الأصالة أو امتلاك الحقيقة، فهذا كلّه مرفوض ونحن لدينا مسؤوليّة تجاه شبابنا في أن نتحاور معهم واعتبارهم جزءا من الحلّ لا من الأزمة وعلينا ألّا نضخّم الظواهر ولا ندفع نحو التوتير ولا نجعل مقاييسنا الخاصة مقاييس عامّة.
وأكّد الوريمي أنّ رفض الحوار مع الإدارة ورفض الحوار مع العميد أيضا غير مقبول، وطالما أنّ هناك استعدادا لفضّ المشكلات بالحوار لا بدّ من التنازلات المتبادلة والتوافقات مراعاة لمصلحة الجامعة والطلبة لأنّنا في غنى عن الصراعات والإضرابات والاعتصامات داخل الجامعة.