امتدّ ربيع الاحتجاجات من بعض الدول العربية الى خارجها، حيث بدأت أمس في بريطانيا أكبر حركة احتجاجية لم تشهدها البلاد منذ 30 عاما مع احتمال تصاعدها ما لم تستجب الحكومة لمطالب المحتجين. لندن (وكالات) ودخل أكثر من مليوني موظف من القطاع العام في إضراب احتجاجا على اصلاح نظام التقاعد، فيما خرجت أكثر من ألف مظاهرة من جميع أنحاء بريطانيا. وأصيبت عدة قطاعات بالشلل، حيث أغلقت ثلاثة أرباع المدارس، بينما تواجه المستشفيات خللا كبيرا في نشاطها، مكتفية بتقديم خدمات الإسعاف فقط.
ويتوقع أن تتصاعد الاحتجاجات ما لم تبادر حكومة المحافظ دفيد كاميرون بمراجعة خطة الترفيع في سنّ التقاعد الى 66 عاما في اطار خطة التقشف التي أقرّها رئيس الوزراء لتجاوز الأزمة الاقتصادية في بريطانيا ومنطقة «الأورو».
وفرض كاميرون أساسا على موظفي القطاع العام تجميد الزيادات في الأجور، فضلا عن اعتزام الدولة إلغاء ما لا يقل عن 330 ألف وظيفة بحلول عام 2015.
دعوة الى الحوار ومع بدء الحركة الاحتجاجية، لم تتأثر حركة النقل الجوي ولا حركة القطارات، لكن التوقعات تشير الى أن هذه الاضرابات قد تطال المطارات والمرافئ وقطاع النقل الحديدي.
وأمس دعا وزير الاقتصاد البريطاني جورج أوزبورن النقابات الى استئناف المفاوضات، معتبرا أن «الاضراب لن يحلّ شيئا ولن يغيّر شيئا».
وحذّر من أن مثل هذه الاحتجاجات ستساهم في إضعاف الاقتصاد البريطاني.
وبالنظر الى خطورة الوضع، دعا الوزير البريطاني النقابات الى العودة الى طاولة الحوار وإيجاد اتفاق حول أنظمة التقاعد يكون حسب قوله عادلا للقطاع العام وبأجور تقاعد مناسبة للعقود المقبلة.
وكان رئيس الوزراء دفيد كاميرون حذّر أول أمس من العواقب الوخيمة للإضراب، مشيرا الى أنه سيلحق ضررا كبيرا بالاقتصاد البريطاني داعيا النقابات الى التراجع عن هذه الخطوة، لكن دعوته لم تجد أي صدى حيث بدأت النقابات والمنتسبون إليها من القطاع العام في الاضراب كحركة احتجاجية قابلة للتصعيد في حال لم تبادر الحكومة بالعودة عمّا تعتزم القيام به أي الترفيع في سنّ التقاعد الى 66 عاما.
وفي سياق متصل رأى زعيم حزب «العمال» المعارض إيد ميليباند أن الإضراب سيتسبب في «بلبلة فظيعة»، لكنه أحجم عن إدانة أي تحرّك احتجاجي.
مفاوضات بلا نتيجة وكانت المفاوضات بين النقابات والحكومة البريطانية دخلت في طريق مسدود، فبعد أكثر من عام من اللقاءات والحوارات بين الطرفين، لم يتسنّ لهما التوصل الى حلّ توافقي ينهي الأزمة.
واختارت النقابات في النهاية الدعوة الى اضراب عام واحتجاجات بداية من يوم أمس الأربعاء، ونجحت فعلا في حشد أكثر من ألف تظاهرة خرجت من جميع أنحاء بريطانيا