القيروان الشروق : اعتدى مجهولون مساء الجمعة المنقضي على عون أمن داخل مركز للشرطة بمدينة بوحجلة من ولاية القيروان أثناء أدائه لعمله، وقد تمت احالة عون الأمن على قسم الجراحة بمستشفى الأغالبة بالقيروان ولم يتم ايقاف اي من المشتبه فيهم الى غاية يوم السبت وسط مطالب من نقابة قوات الأمن الداخلي بتوفير الحماية لأعوان الأمن.
تفاصيل الواقعة التي رواها عون الأمن المتضرر (في العقد الرابع) تفيد أنه كان مساء الجمعة الماضي بصدد القيام بعمله ضمن دورية أمنية عادية. وذكر انه استوقف شاحنة خفيفة على متنها كهل ومرافقان له. وعندما طلب منه هوية الشاحنة وجّه اليه كلاما جارحا ثم نزل من الشاحنة وهدد العون لفظيا متوعدا إياه بنقلته الى مكان آخر ومؤكدا له انه من أصحاب النفوذ والسلطة.
وأضاف العون المتضرر انه بعد المحادثة انسحب الى داخل مركز الشرطة لكن المواطن الذي استوقفه عاد من جديد برفقة عدد من المواطنين على متن شاحنات خفيفة، وقال انهم دخلوا الى المركز واعتدوا عليه بالضرب وحاولوا سلبه السلاح الناري الذي يحمله. وبيّن أنه سحب مخزن الذخيرة وأخفاه في طيات ثيابه ليتجنب ردة الفعل مؤكدا انه تحمل كثيرا من الضرب واللكم والركل في سبيل حماية سلاحه دون ان يرد الفعل كما حاول زميل له مساعدته دون جدوى.
خلّف الاعتداء آثارا كبيرة على جسد الشرطي وخصوصا على مستوى عينه اليسرى التي تحمل كدمات زرقاء ظاهرة للعيان. وواصل العون عمله بعد تعرضه الى العنف واتصل برؤسائه في العمل وطلب حضور ممثل النيابة العمومية لكن الوقت المتأخر حال دون اتمام الاجراءات.
وقد تحول يوم السبت الى مقر منطقة الشرطة للإعلام عن الحادثة قبل ان يتم نقله الى المستشفى لتلقي الاسعافات اللازمة. وقد تم الاحتفاظ به بقسم الجراحة بوحدة الأغالبة للجراحة والاستعجالي بالقيروان حيث تم اجراء فحص ب«السكانار» من أجل تشخيص حالته الصحية حيث أكد انه يشعر بالدوار.
وقد حضر الى المستشفى عدد كبير من زملاء العون ومن أعضاء نقابة قوات الأمن الداخلي وأكدوا انه لم يتم ايقاف اي شخص من المشتبه فيهم. وعبّر الأعوان عن حاجتهم الى الحماية القانونية وطالبوا أحد أعضاء المجلس التأسيسي بالقيروان بنقل مشاغلهم الى الحكومة المرتقبة.وحسب المعطيات الأولية فإن عون الأمن تعرف الى هوية المشتبه فيهم وذكر أن أحدهم تم ايقافه مؤخرا في قضية نقل كميات من الخمور لكن تم اطلاق سراحهم بعد أقل من أسبوع. كما ذكر ان أحدهم توفي شقيقه داخل مركز للشرطة ببوحجلة برصاص عون أمن سنة 1990. ولا تزال الابحاث في القضية جارية.