أصدر قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس أمس خمس عشرة بطاقة ايداع بالسجن في حق شاب اعترف بتورطه في تدليس وافتعال تأشيرات دخول الى بلدان أوروبية، حيث تم ايقافه من طرف أعوان احدى الفرق الأمنية المختصة وحجز مبلغ 9000 دينار بحوزته بالاضافة الى وثائق ادارية وتأشيرات مدلسة. وجاء في التحقيقات المجراة، أن معلومات وردت على أعوان احدى الفرق الأمنية المختصة مفادها الاشتباه في تورط شاب في نهاية العقد الثالث من عمره في الايقاع بعدد من الشبان الراغبين في السفر الى بلدان أوروبية وذلك بايهامهم بقدرته على تكوين ملفات طلب الحصول على التأشيرة، وتمكينهم كذلك من الحصول عليها.
وانطلقت التحقيقات حول المظنون فيه اثر بلاغ صادر عن أعوان المطار مفاده تقدم شاب للسفر الى بلد أوروبي وبمعاينة تأشيرته تبين أنها مدلسة وبمراجعة سفارة ذلك البلد انكر أعوانها علمهم بصدور تأشيرة دخول لفائدة الشاب.
تعهد أعوان احدى الفرق الأمنية المختصة بمتابعة الأبحاث في ملابسات العملية حيث أفاد الشاب أن شابا آخر تعرف عليه بأحد مقاهي وسط العاصمة وأثناء تبادل الحديث معه عرض عليه مساعدته في السفر الى بلد أوروبي فأفاده بأنه عاطل عن العمل، غير أن الشاب طمأنه وأفاده بأنه قادر على تكوين ملف مطلب الحصول على التأشيرة واتصل به بعد يومين وأطلعه على وثائق تفيد عمله باحدى المؤسسات الحكومية وبطاقة انخراط بالضمان الاجتماعي تحمل هويته وهو ما جعله يطمئن اليه خاصة عندما عرض عليه الشاب مساعدته على الحصول على التأشيرة مقابل 2000 دينار فسلمه المبلغ المذكور وتسلم منه بعد أسبوع التأشيرة لكنه أكد خلو ذهنه من كونها مدلسة.
تمكن المحققون من ايقاف المظنون فيه بعد تحريات مكثفة وحجزوا بحوزته مبلغا ماليا قدره تسعة آلاف دينار بالاضافة الى وثائق مهنية لأشخاص جميعها مدلسة، بالاضافة الى أربع تأشيرات دخول الى بلدان أوروبية أو عربية جميعها مفتعلة ومدلسة بدقة لا متناهية.
وبينت التحقيقات مع المظنون فيه تورطه في خمس عشرة عملية، عدد منها تم الكشف عنها سابقا وبقيت دون انجاز نظرا لصعوبة الكشف عن هوية المظنون فيه وباستيفاء الأبحاث مع الشاب أحيل أمس على انظار قاضي التحقيق فأصدر في حقه خمس عشرة بطاقة ايداع بالسجن في انتظار استكمال بقية الأبحاث معه حول ما نسب اليه.