مخيم الشوشة الذي تم تركيزه في ظروف طارئة من قبل الجيش الوطني في الأيام الأولى لاندلاع الثورة الليبية على بعد 7 كلم من رأس الجدير يأوي حوالي 3700 لاجئ من صوماليين واريتريين وسودانيين وعراقيين وغيرهم من الجنسيات التي تنتظر من المنظمات الأممية إعادة توطينهم نظرا الى ظروف الحرب التي تمر بها بلدانهم وبالرغم من طول فترة الإقامة (تسعة أشهر ونصف) يتواصل تأمين كل الحاجيات الأساسية لهؤلاء اللاجئين منها الحماية من قبل الجيش التونسي إلى جانب توفير العناية الصحية والإحاطة النفسية للأسر وللأطفال, لاجئون يرفضون العودة إلى ليبيا ويتمسكون بإعادة التوطين مطالبين المنظمات الدولية بالإسراع في إيجاد حل لترحيلهم ويمثل مطلب ترحيلهم مشغل جميع الساهرين على هذا المخيم خاصة مع انسحاب المنظمات الدولية من المنطقة مما يجعل المتدخلين الوطنيين وفي مقدمتهم الجيش الوطني أمام وضعية صعبة قد تطول لسنوات هذا المخيم كان قد استقبل عديد المسؤولين الدوليين والشخصيات العالمية الهامة من سياسيين وفنانين ونشطاء في المجتمع المدني لأجل هدف أساسي هو إيجاد حلول لترحيل اللاجئين لاسيما وقد طالت فترة إقامتهم.
تدخلات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين وفي اطار تنفيذ مشروع مساندة و بعث المؤسسات المولدة لموارد الرزق الذي أقرته المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بمدينة بنقردان والذي تهدف من خلاله الى توفير موارد رزق لطالبيها سواء من حاملي الشهائد العليا أو غيرهم ودفع التنمية بهذه المنطقة واعترافا منها كذلك بجهودها في احتضان اللاجئين واغاثتهم تعمل المنظمة على بعث مشاريع من خلال اسناد 220 قرضا صغيرا بسقف قدره خمسة آلاف دينار اضافة الى مساعدة باعثين على انشاء مؤسسات متوسطة وذلك من خلال توفير التمويل الذاتي لهذه المؤسسات بمبلغ جملي قدره 300 الف دينار, كما سيتم في اطار هذه التدخلات المساهمة في بعث 20 مؤسسة صغرى سقفها 100 الف دينار, ومن المنتظر ان تشهد مدينة بن قردان مشاريع أخرى لتعزيز مقومات التنمية فيها خاصة ان هذه المنطقة الحدودية وبحكم موقعها ظلت قاعدتها الاقتصادية هشة وغير متنوعة وهي من المدن التي ظلت مهمشة لعقود طويلة وترتكز هذه القاعدة الاقتصادية بالخصوص على النشاط التجاري غير المنظم مع ليبيا في اتجاه الحدّ من تداعيات الازمة الليبية على الجانب الاقتصادي على هذه المدينة.