حظي مقطع فيديو من القناة الوطنية حول النقاش الحاد بين السيدين نجيب الشابي ومحمد عبو باهتمام مذهل يوم أمس، وتم تداوله على نطاق واسع في الموقع الاجتماعي تحت عنوان «محاولة انقلاب» على الثورة. يخصص الناشطون التونسيون على الموقع هذه الأيام نصيبا هاما مما ينشرونه لأعمال المجلس التأسيسي، رغم انتشار التعاليق التي تشكو من بطء الأشغال وكثرة المداخلات التي لا تعني شيئا في صياغة الدستور والتقدم بالعملية السياسية. كتب ناشط حقوقي معروف: «إذا استمر المجلس في العمل بهذا النسق، فلن نرى حكومة في عام 2011». كما يهتم التونسيون بتصيد أخطاء النواب وعثراتهم وطرائفهم وصورهم عندما يغفلون للحظات وينسون أن كاميرا هاتف جوال صغير على أهبة تصيد اللحظة التي لا تتكرر. غير أن مقطع الفيديو الذي تم نشره يوم أمس كان له وقع قنبلة في الموقع، ودوي كبير تردد في مئات الصفحات والمواقع المعنية بالأخبار، خصوصا وأن النائب محمد عبو من حزب المؤتمر من أجل الجمهورية قد أطلق عبارات خطيرة جدا، وصفها رئيس المجلس بأنها «انزلاق خطير» لذلك انتهى إلى قطع ميكروفون النائب ليستمر الضجيج والصراخ في المجلس. في بداية المقطع، تقول النائبة مية الجريبي إن نواب المعارضة لن يشاركوا في التصويت بسبب عدم استجابة الأغلبية لمطالبهم، يرد النائب نور الدين البحيري أن هذا الامتناع سوف يكون رسالة سيئة إلى الشعب. ثم يأخذ النائب محمد عبو الكلمة ليطلق العبارة القنبلة وهي أن أطرافا خسرت الانتخابات بصدد التحريض على الاعتصامات والشغب وتعطيل الحياة الاقتصادية والسياسية، ويطلب من هذه الأطراف عدم ضرب مصلحة البلاد حين يريدون ضرب حركة النهضة. وهكذا اشتعلت النار في المجلس، ثم انتشرت منها إلى الصفحات التونسية على الموقع حيث تهاطلت الهجومات على زعماء المعارضة من الجميع. يجب أن نقول إن الآلاف من الناشطين التونسيين على الموقع يقولون هذا الكلام في الصفحات التونسية، والبعض يذهب أكثر من ذلك بذكر الأسماء والأشخاص والأماكن، لكن للموقع الاجتماعي منطقه وإفلاته من الحساب، كما أنه يمكن محو أي تعليق أو مقال بعد لحظات من نشره. لكن الناشطين السياسيين والحقوقيين على الموقع يرددون كثيرا مثل هذه التهم ويعتقدون أن الكثير من الاعتصامات هي «كلمة حق يراد بها باطل بتعطيل سير الحياة في البلاد ودفع الاقتصاد إلى الانهيار». كما أن الكثير من السياسيين يقولون مثل هذا الكلام، لكنهم يقولونه همسا، لما فيه من خطورة ولصعوبة إثباته عمليا أمام القضاء. يجتمع أنصار النهضة في الموقع مع أنصار التحالف في المجلس في حملات متتالية على المعارضة، وفي هذه المرة، يقف معهم ناشطون محايدون وحقوقيون معروفون بالنزاهة والرصانة لأن أعمال المجلس تسير بنسق بطيء جدا لا يراعي الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد وحاجة الناس العاجلة والملحة إلى حكومة تبدأ في معالجة الأمور العاجلة على الأقل.
ويكتب زميل تونسي مهاجر في الخليج: «أعمال المجلس أكثر تمططا من مسلسل مصري، وأفضل ما يفعله بعض النواب رحمة بالشعب هي أن يصمتوا طالما ليس لديهم ما يستحق القول»، وكتب زميل آخر تعليقا عليه: «بدأت أفقد حماسي لمتابعة المجلس فعلا».