قلناها منذ البدء ان التاريخ لا يحسب حبّات العرق بل يحفظ الأسماء على الورق.. وورقة المقابلة كُتب عليها ان «السد» القطري فاز على الترجي (2/1) ومضى ليلاقي نادي برشلونة في سابقة تهتز لها كل المفاصل العربية من المحيط الى الخليج... تلك هي الفرصة التي أضاعها الترجي وليست فرص الدراجي والمساكني والهيشري ونيانغ وغيرهم.. فالترجي أضاع فرضة فرض سلطانه على كل العرب وهو الذي يحتل المركز التاسع والخمسين عالميا وكان يحتاج الى لمسة أخرى تقنع العالم بأن هذا الفريق الناهض من تحت ركام الشك قادر في وقت وجيز ان يحبر اسمه بحروف من ذهب في هذا الملتقى العالمي أو المونديال المصغّر. طبيعي جدا ان يتحوّل معلول الى مضغة داخل أفواه ممن يفهمون في الكرة وممن لا يفهمون لأنه المدرب الذي اختار التشكيلة والذي يتحمّل مسؤولية فشل الفريق.. وطبيعي أن ينزل معلول من فوق الأعناق ليحاسَب على أرض الواقع حتى ممن لم يلمسوا يوما كرة بأرجلهم.. وطبيعي أن يتحدث بعضهم عن اقحام أفول من البداية وعن سرّ احتجاب القربي وعن سبب تواجد المولهي وحتى عن قصر قامة الحارس بن شريفية والطول الفارع لوليد الهيشري.. فنحن أمّة أعتدنا الكلام في الوقت الذي لا ينفع فيه اي كلام.. فالمباراة انتهت بمرور السد القطري الى نصف النهائي العالمي ومواجهة «البارصا» وترك مساحة ضيّقة للترجي ليلعب من أجل المركز السادس.. لكن لسائل ان يسأل ولو في الوقت الضائع : ماذا لو سجّل الترجي كل تلك الفرص؟ أنا على يقين بأن معلول سيصبح «غوارديولا تونس».. بل ان بعضهم سيتحدث عن «خوف» غوارديولا الحقيقي من مدرب الترجي وسيقولون ان ميسي معجب بالدراجي وان «بيول» يرتعد من مواجهة «نيانغ»... العيب الوحيد للترجي صبيحة الأحد ان الهيئة والمدرب واللاعبين وحتى الجمهور واجهوا السد القطري بأرجلهم.. وعقولهم كانت عند زملاء ميسي.. والكرة كما يعلم الجميع رأس ورجْلان.. واذا غاب أحدهما تداعى جسد الفريق.. وأنا على يقين ان لاعبي الترجي الى هذه اللحظة لم يستوعبوا خسارتهم... وان لاعبي السدّ لم يصدّقوا عبورهم.. وتلك هي أحكام الكرة.