شهد معمل الآجر «بوتفاحة» بباجة مؤخرا بعض الاضطرابات التي عطلت سير العمل وتطورت الأمور الى شل هذا العمل كليا وعزم صاحب المؤسسة التفريط في المصنع بالبيع ومعه تعكّر حال أكثر من 85 من العاملين بهذه المؤسسة وكانت «الشروق» واكبت الأحداث بهذا المصنع منذ انطلاقها. ودون العودة الى التفاصيل فان هذه الأحداث اجتمع فيها ثلاثة أطراف وهم ممثلون عن الاتحاد الجهوي للشغل بباجة وعمال المصنع وادارة ذات المصنع. والجديد هو جلسة صلحية جمعت كل الأطراف حضرها والي باجة السيد بهاء الدين البكاري والسيد بليغ حمدي الطرابلسي المتفقد الجهوي للشغل بباجة. وقد كانت الجلسة حميمية الى درجة كبيرة أفضت الى تنازلات بالجملة من كل الأطراف وخصوصا السيد بشير البلاقي صاحب المصنع. وتم الاتفاق في نهاية الجلسة على أن يتم استئناف العمل بالمصنع مع انبلاج صبح اليوم الموالي باعتبار أن الجلسة تمت ليلا. وعلى أن يتم خلاص أجرة شهر نوفمبر للعمال في نفس يوم استئناف العمل مع احتساب الأيام الموالية ليوم الاضراب والتي توقف فيها المصنع عن النشاط. وفي المقابل التزم العمال والطرف النقابي بزيادة ساعة عمل يومية وعلى امتداد شهر كامل وتكون مجانية من العمال لصالح مصنعهم ومن أجل دعمه. كما التزمت كل الأطراف بدعم الانتاج والانتاجية قصد النهوض بالمؤسسة ودعم تنافسيتها في اطار الانضباط واحترام قانون العمل. وفي خصوص العمال المتعاقدين فان التحاقهم بالعمل يكون مباشرة حال انطلاق المصنع في الانتاج وذلك وفقا لحاجيات المؤسسة. وقد أعرب السيد البشير البلاقي عن استعداد الشركة للتنازل عن القضايا الجناحية المنشورة لدى القضاء ضد الممثل النقابي للعمال بالمصنع وممثل النقابة الجهوية بباجة والتنازل أيضا عن القضية المنشورة لدى محكمة العرف بباجة. كما تم تسجيل طلب الرئيس المدير العام للشركة في تكليف خبير مختص لتقدير ما لحق الشركة من أضرار جراء الاضراب والوقفة الاحتجاجية بغية طرحها من حساب الشركة لدى المصالح الجبائية. ..ويندرج كل ما ورد في إطار جو الوئام والتآلف والحوار النزيه الذي ساد الجلسة الصلحية. وفي ذلك دعوة صريحة الى مؤسسات موازية بالجهة كي تلتزم هذا النوع من الحوار والجلسات بين كل الأطراف من أجل أن تسير عجلة التنمية بالجهة الى الأمام.