يبدو أن مجلس التعاون الخليجي بات يخطط لمرحلة «ما بعد الأسد» في سوريا حيث بدأت أصوات أكاديمية مقربة من الرياض تدعو إلى الانفتاح الخليجي على عواصم جمهورية مثل القاهرةو«دمشق» في وقت لاحق. ومن المنتظر أن يناقش «القادة» الخليجيون خلال قمتهم التي ستنعقد في الرياض غدا وبعد غد ملفات شائكة كالعلاقات مع ايران والأحداث المستجدة في سوريا والمشهد العام في العراق والبحرين. وقال الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي بن عبد الله إن الملف السياسي سيتطرق إلى كثير من الأوضاع الراهنة التي تفرض نفسها حاليا كالعلاقات مع ريران والأوضاع في اليمن وسوريا. وأضاف أن دول مجلس التعاون الخليجي في قاعدة تحركها الديبلوماسي يهمها تحقيق الاستقرار وهو النهج الذي نعمل في إطاره ونأمل من كافة الأطراف التي لها صلة بتلك الأوضاع انتهاج ذات المنهج. بدوره ، قال خالد الدخيل أستاذ الاجتماع السياسي في جامعة الملك سعود هناك موضوعان حساسان للغاية هما اليمن وسوريا...فما يجري في هذين البلدين مهم جدا لدول المجلس وحول تشابك العلاقات بين سوريا وإيران قال الدخيل إن العلاقة الاستراتيجية ليست جديدة فهي تعود إلي عام 1979 إلا أن الجديد كامن في عدم قدرة الرئيس السوري بشار الأسد على إدارة التوازنات خلافا لما كان يفعله والده حسب رأي الكاتب. ولدى تطرقه إلى موضوع الانفتاح الخليجي على الدول الراغبة في الانضمام إلى النادي الخليجي أكد الدخيل أنه لابدّ من الإصلاح في الداخل بالإضافة إلى طرح الوحدة بين دول الخليج أولا قبل الانفتاح على الآخرين في إشارة إلى طلب الأردن والمغرب الانضمام إلى التكتل الخليجي. وأورد أنه لابد للعواصم الخليجية من إحداث إصلاحات في مجلس التعاون في سبيل التأقلم مع الظروف الجديدة الناجمة عن «الربيع العربي» فالإصلاحات يجب أن تكون سياسية واقتصادية واجتماعية وعسكرية أيضا وأوضح ان المجلس أنشىء في عام 1981 إبان الحرب بين إيران والعراق لغرض أمني فهو إذن تكتل أمني في الأساس. إلا أنه شدد على ضرورة الانفتاح الخليجي على دول غير ملكية من قبيل مصر وسوريا في وقت لاحق ويبدو أن هذه الإشارة الأكاديمية تستجيب لرغبة الخليجيين وتطلعاتهم في سوريا ما بعد بشار الأسد حيث أنهم لا يريدونها فقط معزولة عن الأدبيات القومية والمشاريع الوحدوية التي ترعرعت دمشق داخل أطرها برؤاها وإنما أيضا «جسر عبور» لإضعاف إيران ومحاصرتها وكسر شوكة المقاومة الإسلامية و«حزب الله» في لبنان.