من المقرر أن تعقد في العاصمة السورية دمشق غدا الخميس قمة رباعية يحضرها رؤساء سوريا و فرنسا وقطر وتركيا بشار الأسد ونيكولا ساركوزي، والأميرحمد بن خليفة آل ثاني، ورئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان. وأضافت المصادر أن القمة ستبحث الأوضاع في المنطقة. علما أن سوريا تضطلع بالرئاسة السنوية الدورية للقمة العربية وترأس قطر حاليا مجلس التعاون الخليجي كما ترأس فرنسا الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي. فيما تقود سلطات أنقرة مفاوضات غير مباشرة بين سوريا واسرائيل. هذه القمة تتزامن مع تكثيف الجهود الامريكية والاسرائيلية لمحاولة ابرام رئاسة السلطة الفلسطينية والحكومة الاسرائيلية الحالية اتفاق تسوية سلمية يستفيد منها الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية والتشريعية النصفية المقرر تنظيمها في الولاياتالمتحدة خلال شهر نوفمبرالقادم.. والتي يعتقد البعض ان ثغرات السياسة الامريكية الخارجية لادارة بوش الابن وتناسيها لملف الصراع العربي الاسرائيلي من أبرز الثغرات التي يحاول الديمقراطيون وأنصار باراك أوباما توظيفها ضد منافسيهم بقيادة جون ماكاين . كما ياتي هذا الحدث في وقت تبدو فيه الديبلوماسية الاوروبية عموما والفرنسية خاصة مترددة بين الانحياز المبالغ فيه الى الجانب الاسرائيلي على حساب الشعب الفلسطيني والمطالب العربية والحرص على لعب دور في المنطقة يختلف عن الدور الامريكي .. وعن الاولويات الامنية والسياسية الجديدية لادارة البيت الابيض في عهد بوش الابن.. التي لم تؤد فقط الى اضعاف الموقف العربي والجانب الفلسطيني بل الى ارباك كامل المنطقة والى تهميش الدور الاوروبي الاقليمي والدولي .. ورغم معارضة الرئيس ساركوزي وفريقه بقوة انضمام تركيا للاتحاد الاوروبي فانه يعلم ان السماح لفرنسا واوروبا للتاثير مجددا في الحوض الغربي للبحر الابيض المتوسط يستوجب تعاونا فرنسا واوروبا مع انقرة .. العضو القوي في الحلف الاطلسي منذ عقود .. الذي تزايد دوره السياسي الاقليمي والدولي في الاعوام الماضية .. وهو مرشح الى مزيد التفعيل بعد نجاح الخطوات الاولى من جهود الوساطة التركية بين دمشق وتل ابيب.. كما تبدو أنقرةودمشق وقطر أطرافا مهمة في اللعبة السياسية الخليجية والاقليمية في مرحلة يبدو فيها الملف الايراني مرشحا للتطور في مختلف الاتجاهات .. وتحرص فرنسا وكثير من القيادات الاوروبية على التسوية السياسية لهذا الملف ومنع تصعيد عسكري جديد في الخليج قد تكون له مضاعفات امنية واقتصادية دولية معقدة. فعسى أن تفرز مثل هذه الاجتماعات الاقليمية المصغرة نتائج ملموسة على الارض لصالح الشعب الفلسطيني وبقية نقاط الصراع العربي الاسرائيلي وملفات ايران والخليج.