في الوقت الذي دعا فيه الدكتور المنصف المرزوقي المجتمع المدني إلى هدنة بستة اشهر وإيقاف الاعتصامات بما يساعد الحكومة الجديدة على طرح ومعالجة الملفات الحساسة تتصاعد وتيرة الاحتجاجات في مدينة قصر هلال وخاصة لدى عمال مجمع «جي بي جي». العمال خرجوا صباح أول أمس بالمئات إلى الشارع للمطالبة بمرتباتهم ومعرفة ما يحاك ضدهم من مؤامرات تهدد مستقبلهم المهني وتضعهم على مشارف الهاوية في ظل عجزهم عن مجابهة المصاريف اليومية والإيفاء بالتزاماتهم تجاه البنوك وغيرها حالة من الغليان إذن يشهدها الشارع في مدينة قصر هلال وانفلات كبير في الأعصاب رصدته «الشروق» على عين المكان وعمال مصابون بالإحباط تحدثوا إلينا وها نحن ننقل تصريحاتهم بكل أمانة قالت السيدة وهيبة الزراد إنها تعمل في المصنع منذ 85 وهي مريضة وليس لها من مدخول غير مرتبها الذي تحصل عليه من المصنع هذا المرتب لم تتسلمه منذ عيد الأضحى مما جعلها تعيش مشاكل جمة ولعل ما أخافها أكثر هو الحديث عن بيع المستثمر البلجيكي للمصنع وحرصه على مغادرة تونس وترك العمال يتخبطون في مشاكلهم وأضافت زميلتها شادية الميلادي التي لها أقدمية في المصنع بحوالي عشرين سنة أن الأخبار تؤكد فعلا هروب المستثمر بعد تفريطه في المصنع وان المسؤولين وبعد أن وعدوا في جلسة جمعتهم بالوالي بحل المشكل لم يفوا بوعودهم ولم يسلمونا مرتباتنا وها نحن نخرج إلى الشارع للتعبير عن وضعنا ولتبليغ أصواتنا ولن نسكت هذه المرة إلا بعد أن نأخذ حقوقنا فنحن لدينا عائلات ومصاريف مختلفة والتزامات ولا يمكننا أن نصبر أكثر. كما أشارت السيدة منية القاتي إلى أنها تعمل في المصنع منذ 98 وأنها تعيش منذ مدة وضعا غير عادي جراء الوضع غير الواضح لهذا المصنع وأنها وزميلاتها وأمام عدم تسلمهن لمرتباتهن اضطررن إلى الاقتراض وعليهن ديون لابد من خلاصها في آجالها وقالت صباح الجبالي إن العمال وعددهم حوالي الألفين يعيشون حالة من الرعب من مصير مجهول وبطالة منتظرة وضياع للحقوق وقالت إنهم لم يجدوا أي تفاهم مع المسؤولين في الإدارة ولا في الولاية وطالبت الرئيس الجديد وحكومته بايلاء موضوعهم ما يستحق من عناية والتدخل العاجل لإنصافهم وتمتيعهم بمرتباتهم المجمدة. أما السيد صبري الزراد فقد وقف مشدوها غير قادر على التعبير مما يدور حوله وقالت زميلته إنه يشكو من الإعاقة وهو يعمل في المصنع منذ مدة طويلة ولديه عائلة تتكون من ستة أفراد وحاله مثل حال الأغلبية « يسخف الحجر « فمن أين له أن يعيل عائلته ؟ كل العمال تقريبا اجمعوا على أن مؤامرة تحاك ضدهم وان ما يتلقونه من تطمينات من قبل المسؤولين الجهويين لا تعد وأن تكون سوى مسكنات لا تنفع في شيء وطالبوا من يهمهم الأمر بالتدخل العاجل حتى يتحصلوا على مستحقاتهم كاملة خاصة أن العديد منهم مطالبون بدفع معلوم كراء المنازل التي يسكنونها ودفع مصاريف أبنائهم اليومية والإيفاء بالتزاماتهم مع البنوك التي تحصلوا منها على قروض لم يجدوا من أين يرجعونها؟