وصل الليلة الماضية الى دمشق الوفد التحضيري للمراقبين العرب وسط تأكيد سوري بعدم السماح للبعثة بالمس بأمن وسيادة البلاد فيما عبّرت موسكو عن أملها في ان تؤدي البعثة عملها ب «موضوعية». وقال رئيس بعثة المراقبين العرب الى سوريا الفريق محمد أحمد مصطفى الدابي إن الوفد سيعمل بكل شفافية في مراقبة الوضع على الارض. سقف زمني وأضاف الدابي في تصريح لمركز السودان الصحافي إن السقف الزمني لتوجه البعثة الى دمشق سيتم تحديده عقب اجتماعه بأمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي في القاهرة موضحا انه سيبحث مع الأخير الترتيبات الإدارية والفنية الخاصة بعمل البعثة. وأشار الى أن البعثة ستعمل بكل شفافية في مراقبة الوضع بسوريا عقب اجراء لقاءات ميدانية متواصلة مع كافة اطراف القضية السورية من قوات مسلحة ومعارضة وأجهزة أمن ومنظمات انسانية وذلك خدمة للأهداف الكلية لعمل البعثة لما يخدم المصلحة العامة. بدوره، ناشد نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية الحكومة السورية تحمّل مسؤولياتها ازاء توفير الحماية للمدنيين السوريين تنفيذا لتعهداتها بموجب خطة العمل العربية وفي مقدمتها الوقف الفوري لجميع أعمال العنف واطلاق سراحة المعتقلين وسحب جميع المظاهر العسكرية من المدن والأحياء السكنية التي تشهد مظاهرات وحركات احتجاج سلمية. وفي تعليقه على الدور المنوط بالبعثة العربية قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه يأمل في أن يكون عمل البعثة لتسوية الازمة في سوريا «موضوعيا». ونقلت وكالة «إيتارتاس» عن لافروف إبلاغه الأمين العام لجامعة الدول العربية رغبة موسكو في ان يساهم عمل المراقبين العرب بتنسيق مع الحكومة السورية في وقف العنف في أسرع وقت والتوصل الى تسوية الازمة بجهود السوريين أنفسهم دون تدخل خارجي. لاءات سورية وفي سياق الحديث عن الصلاحيات المسموحة والممنوعة عن البعثة العربية قال الكاتب والمحلل السوري إلياس ابراهيم ان القيادة في بلاده لن تسمح لبعثة المراقبين بالعمل بما يمس امن وسيادة سوريا معتبرا ان الوساطة العراقية مقبولة من السوريين لجمعهم على مائدة واحدة بهدف الخروج من المحنة الحالية. ونقلت قناة «العالم» الايرانية عن ابراهيم قوله إن مهمة المراقبة للجامعة في سوريا هي الأولى من نوعها بالنسبة الى المنتظم العربي ولا يمكن الحديث عن ضمانات لمهنية ومصداقية هذا الامر. وأكد أن قبول دمشق ببروتوكول البعثة مرهون بنتائج العمل على الارض ونظافة عملها وسلوكها في سوريا. وأضاف ان القيادة السورية تدرك طبيعة عمل البعثة ولن تسمح لها بالعمل بما يمسّ أمن وسيادة سوريا واستقرارها ومهام السلطات الأمنية. في الأثناء، أكدت الحكومة العراقية امس استعدادها استضافة اجتماع موسع للمعارضة السورية للتحادث حول توحيد مطالبهم وايجاد الآلية المناسبة لتنفيذها. وقال المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء علي الموسوي ان انعقاد هذا الاجتماع يشكل الخطوة الثانية او التكميلية للمبادرة العراقية بهدف منح المعارضة السورية فرصة النقاش والحوار فيما بينها وسط أجواء حيادية وصولا لتوحيد خطابها ومطالبها في تحقيق الاصلاح المنشود.