أطلقت القوات الإيرانية أمس لأول مرة وبنجاح، صاروخ «أرض (ساحل) بحر» يبلغ مداه 200 كيلومتر ويتمتع بإمكانات رادارية وقوة تدميرية عالية. ويعتبر بعض المراقبين ان هذه المناورات اجابة ايرانية على العقوبات الاقتصادية الامريكية. وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية ان صاروخ «قادر»، مجهز بأنظمة ذكية ذاتية تمنع التشويش وتحدد أهدافه بدقة عالية وهو مصمم من طرف خبراء ايرانيين وقادر على اصابة وتدمير كافة اهداف العدو. وعلق الدكتور مصطفى اللباد رئيس مركز الشرق للدراسات الاقليمية والاستراتيجية بالقاهرة على هذه المناورات قائلا «ان اختبار ايران لصواريخ طويلة المدى في مضيق «هرمز» رسالة للولايات المتحدة مفادها ان الجمهورية الاسلامية قادرة على غلق المضيق. لكن هذا لا يعني انها بصدد اغلاقه لكنها بصدد اظهار قدراتها على اغلاق المضيق». وأضاف اللباد ان اختبارها لتلك الصواريخ في هذا التوقيت يأتي كمحاولة لثني الدول الاوروبية عن اصدار عقوبات على البنك المركزي الايراني. لان العقوبات على هذا البنك تعني عقوبات على القطاع المصرفي كله». اما الأميرال البحري محمود موسوي فقد اوضح ان نظام «قادر» هو من الأنظمة الصاروخية الدقيقة والمتطورة جداً وله قدرة تدميرية هائلة ومزود بآلية عمل ذكية بحيث لا يمكن رصده أو التأثير عليه. ومن المقرر أن تقوم القوات المشاركة بمناورة «الولاية 90» في يومها الأخير والمستمرة منذ 10 أيام، بإطلاق صواريخ قصيرة المدى من طراز «نصر» وصواريخ «سطح سطح» متطورة جدا من طراز «نور». وإضافة الى الجانب العسكري الذي اعتمدته ايران كرد على العقوبات الاقتصادية فانها تسعى الى توسيع علاقاتها الاقتصادية مع بعض دول امريكا الجنوبية في خطوة يصفها مسؤولون امريكيون بانها محاولة للهروب من العقوبات والوصول الى اسواق ومواد خام هي في اشد الحاجة اليها. وعلّقت صحيفة «واشنطن بوست» الامريكية على هذه الخطوة بأنها «تأتي وسط تصاعد التوتر مع واشنطن والقوى الأوروبية حيث تشمل جولة الرئيس الإيراني احمدي نجاد أربع دول في أمريكا الجنوبية والوسط، وقد تعهدت حكومته بزيادة نفوذها الاقتصادي والسياسي والعسكري في الفناء الخلفي للولايات المتحدة». و تعتبر هذه الزيارة محاولة لتعزيز التعهدات الأخيرة التي قطعتها إيران باستثمار ملايين الدولارات في مشروعات التنمية الاقتصادية للمنطقة، من مشروع مشترك للتعدين في الإكوادور إلى مصانع للبتروكيماويات وذخيرة الأسلحة الصغيرة في فنزويلا. ويقول المسؤولون الأمريكيون إن طهران توسعت أيضا بشكل كبير في بعثاتها الدبلوماسية في انحاء كثيرة من الكرة الارضية، وأرسلت أعضاء من قوة القدس (الوحدة العسكرية التي ربطها المسؤولون الأمريكيون بمحاولة الاغتيال الفاشلة في واشنطن بأكتوبر) للعمل في سفاراتها. وبتوسعها الأخير تبدو إيران أنها تسعى مرة أخرى للتودد إلى دول أمريكا اللاتينية التي زاد احترازها من التعامل مع طهران. ومن المعلوم أن فنزويلا، أقرب حليف لإيران بالمنطقة، تضررت أكبر شركاتها النفطية بالعقوبات الأمريكية العام الماضي بسبب علاقاتها بإيران. وقد شهدت الدول الأصغر مثل نيكاراغوا وبوليفيا القليل من ملايين الدولارات من المعونة التي وعد بها المسؤولون الإيرانيون على مدار العقد الماضي. وفي نفس السياق قال مسؤول كوري جنوبي «إن بلاده ستطلب رسمياًً من الولاياتالمتحدة استثناءها من العقوبات الأمريكيةالجديدة ضد إيران والتي يمكن أن تؤثر على استيرادها للنفط الخام منها».