أقرّ المجلس الانتقالي الليبي بعجزه أمام «المليشيات» المتناحرة التي تستدرج ليبيا لحرب أهلية وفق ما جاء في تصريحات لرئيس المجلس مصطفى عبد الجليل. شهدت العاصمة الليبية طرابلس أمس والليلة قبل الماضية هدوء حذرا بعد أن تمكّن بعض شيوخ القبائل من وضع حد للاشتباكات التي جدت أول أمس بين ثوّار من المدينة وثوّار من مدينة مصراتة والتي خلّفت ستة قتلى وأكثر من عشرة جرحى. وبرغم عودة الهدوء الى طرابلس حذّر مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي من انجرار الليبيين الى مواجهات مفتوحة وانزلاق البلاد الى حرب أهلية. خطر حقيقي وقال عبد الجليل في تصريحات أدلى بها في بنغازي «أنا أحذر الليبيين من حرب أهلية» ملمحا الى عجز الحكومة عن ممارسة مهامها على اعتبار أن «الحكومة تحوم حول القصر ولا تستطيع الدخول اليه» على حد تعبيره. وأضاف عبد الجليل قوله الليلة قبل الماضية في بنغازي «هناك خياران كلاهما مرّ... إما التعامل مع تلك الاشتباكات بحزم ووضع الليبيين في مواجهة مسلّحة وهو أمر غير مقبول أو الانقسام فتقوم حرب أهلية». وتابع «أنه في حالة عدم توفر الأمن لن يسود القانون ولن تحدث تنمية ولن تجرى انتخابات» ملاحظا أن الناس يأخذون حقوقهم بأيديهم. وحسب عبد الجليل فإن هناك خطورة من انزلاق ليبيا الى حرب أهلية ما لم تتم السيطرة على المجموعات المسلحة التي ملأت الفراغ الذي خلّفه سقوط القذافي. تحذيرات دولية وقد أثارت اشتباكات طرابلس أمس الاول قلق واشنطن التي عرضت تقديم مساعدة للسلطات الليبية الجديدة. وتناولت صحيفة «لوموند» الفرنسية أمس موضوع اشتباكات طرابلس وقلق الادارة الامريكية وقالت ان السلطات الليبية الجديدة تجد صعوبة في انتزاع السلاح من أيدي المقاتلين. وتحدثت صحيفة «القدس العربي» اللندنية رأسا عن «الحرب الأهلية الزاحفة على لييبيا» وحثت على أخذ تحذيرات مصطفى عبد الجليل بهذا الشأن على محمل الجد. ورأت الصحيفة أن وسائل الاعلام الغربية أدارت ظهرها الى الآثار الجانبية للحرب في ليبيا وغادرت طواقمها البلاد حال انتهاء مهمة «الناتو». وحذّرت الصحيفة من أن قلّة الاخبار الواردة من ليبيا لا يعني ان الأمور عادت الى نصابها مؤكّدة أن فوضى السلاح المتفشية تهدد استقرار ليبيا. وقالت الصحيفة «إن تعدد الجهات التي تمتلك السلاح في ليبيا يعتبر أرضا خصبة لاندلاع أعمال تهدد الاستقرار وقد برزت بالفعل بوادر في ذلك الاتجاه. وأضافت الصحيفة قولها إن ليبيا تفتقر في الوقت الحاضر الى قائد قوي يتمتع بشخصية تفرض احترام الدولة وهيبتها. لكن الصحيفة رأت ان مصطفى عبد الجليل الذي وصفته بأنه يتمتع بطيبة ونزاهة عاليتين ليس الرجل المناسب لهذه المرحلة.