نظّم مجموعة من موظفي وعمال وأعوان المجمّع الكيميائي أول أمس وقفة احتجاجية أمام مقر منطقة الأمن والحرس الوطني مطالبين قوات الأمن بالتدخل حتى يتمكنوا من الالتحاق بمقرات عملهم. وأبدى هؤلاء تخوفهم من الدخول في مواجهات مع الشباب المعتصم مستنكرين صمت المؤسسات وخاصة اتحاد الشغل مهددين بانسحابهم منه ومحذرين من عواقب وخيمة على البلاد والعباد... «الشروق» كانت حاضرة لنقل مطالبهم ونداءاتهم لايجاد حلول عاجلة تضمن لهم عودتهم للعمل والانتاج. مجموعة الموظفين والعمال والاعوان المعتصمون تحدثوا بحرقة وخوف على مستقبلهم المهني ومستقبل الجهة والبلاد عموما نتيجة تكرر الاعتصامات «العشوائية» وخطرها على الاقتصاد وخيبة املهم من موقف المؤسسة العسكرية والامنية والاتحاد الجهوي للشغل اذ يؤكد ناصر المخ احد العمال بالمجمع الكيميائي «منذ 14 جانفي وكل طالبي الشغل بالجهة يعتصمون امام المركب الكيميائي باعتباره اكبر قوة صناعية في الجهة واهم ممول للاقتصاد التونسي لنجد ان المليارات تضيع وتهدر يوميا بسبب هذه الاعتصامات المتتالية ومنذ سنة كاملة لم نعمل شهرا بأكمله ومع اننا نعتبر ان مطلب المعتصمين في التشغيل حق شرعي ومن بين اهم استحقاقات الثورة لتحقيق الكرامة الانسانية ونساندهم في مطالبهم هذه ولكننا نختلف معهم في الطريقة التي يتوخونها من اعتصامات فوضوية وغلق الطرق والمعامل ولا يمكن ان تكون هذه الطريقة شكلا حضاريا للمطالبة بالحقوق بل يمكن ان نعتبرها صورة سيئة عن بلادنا وثورتنا التي يتابعها العالم اجمع ويتكلم عنها بكل اعجاب ومطلبنا الوحيد للمسؤولين من حكومة واتحاد جهوي للشغل الذي نعتبر انه استقال استقالة كاملة عن تادية مهمته الجوهرية بحماية منظوريه ونحن منهم فطوال الاعتصامات لم نر ايا من مسؤوليه باستثناء النقابيين الذين اتوا كغيرهم للعمل وليس بصفتهم النقابية لايجاد حل لنعود الى اعمالنا وننادي كل الاطراف من احزاب ومجتمع مدني واعوان الداخلية بولاية قابس بالوقوف معنا للرجوع الى العمل فالجميع لديهم التزامات وديون وأجور مجمدة وقد وصلنا الى مرحلة الاستغاثة فعلا ونطالبهم بان يتحمل كل طرف مسؤوليته في ايجاد حلول للمعتصمين». شكري شرادي تكلم بحرقة مغالبا دموعه مؤكدا «والله اننا لنذرف الدمع ونبكي من اجل هذا الوطن جراء ما وقع وما يقع في مدينة قابس وبالاحرى في المجمع الكيميائي من اعتصامات احزنتنا وابكتنا فمع اننا نعتبر مطالبة شبابنا بحقهم في العمل شرعية ولكن الاحتجاج والاعتصام لا يمكن ان يكون بهذه الصيغة والصفة وقد توجهنا اليوم للاعتصام امام المنطقة الامنية بولاية قابس لنطالبهم بتحمل مسؤولياتهم والخروج معنا لحمايتنا عند العودة الى مواطن عملنا حتى لا ندخل في مواجهات مع ابنائنا وشبابنا تؤدي الى ما لا يحمد عقباه ولكن للاسف الشديد لم يحصل شيء وعدنا بخفي حنين ولم نستطع الوصول الى مقرات عملنا وندعو الجميع ان نقف معا لمصلحة البلاد التي تدهور وضعها الاقتصادي كثيرا ويمكن ان تضيع لا قدر الله». مصطفى السلامي من ناحيته بين ان «الوضع المزري الذي تعيشه ولاية قابس والاهمال والتهميش تواصل بعد الثورة فنرى في وسائل الاعلام المرئي كيف ان كبار المسؤولين والوزاراء يتنقلون الى مختلف مناطق التوتر والاعتصامات لمحاولة ايجاد حلول لها إلا أن ولاية قابس لم يلتفت اليها احد فالمؤسسة الامنية والعسكرية ترفض التدخل والاتحاد الجهوي للشغل لم يتخذ اي موقف مما يحدث وكأن ال 4 آلاف عامل غير منظوين تحت لوائه فهل من حل لمشكلتنا؟» «شخصيا اعيل 3 ابناء ينتظرون مني ان اوفر لهم احسن الظروف للدراسة والعيش وبالمقابل فان للمعتصم الحق في العمل ندعو المسؤولين الى القدوم والتفاوض معهم ومحاولة ايجاد حلول عاجلة تنهي الازمة لتعود المعامل والمصانع الى العمل والانتاج فبلادنا للجميع من بنزرت الى بن قردان واذا غرق اقتصادها سيغرق الجميع معه ولن ينجو احد سواء كانوا عمالا او معطلين احزابا او جمعيات او هيئات وقد بدانا نلمس هذا التاثير في مرتباتنا التي لم نقبض منها خلال شهري نوفمبر وديسمبر الا 80 % فقط وغابت الحوافز والامتيازات رغم ان قطاعنا الوحيد الذي لم يدخل في مفاوضات اجتماعية للزيادة في الاجور ولم نطالب باي شيء وتقبلنا الاهانات والتهديدات من المعتصمين رغم اننا لسنا ضد ان ياخذوا حقوقهم وانما نحن نطالب ايضا بحقنا في العودة الى العمل لتوفير ضروريات ابنائنا ولا نطلب من السلطة الا ان تقف الى جانبنا لنعود الى مقرات عملنا ونستانف الانتاج لتعود عجلة الاقتصاد الى العمل». عبد الحميد عبد المولى قال ان اصل المشكل انطلق من سبب توالي الاعتصامات معتبرا أنها تعود الى «نوع من الفتنة تمثل في كيل اتحاد الشغل بمكيالين فيعطي المعتصمين الحق في الاعتصام وعندما نجتمع اجتماعا عاما في الاتحاد يقول مسؤولوه «يا مناضلي المجمع الكيميائي مصنعكم في خطر» وهم على حق في ذلك لان الوضع اصبح ينبئ بالخطر فبعضنا يبقى ثلاثة او اربعة ايام يحمي المؤسسة من كل المخاطر فلا وجود لمؤسسة امنية تحمي العمال والمصانع ولا مؤسسة عسكرية تقوم بواجبها في حين انها تدعي حماية المعدات وقد حصل اخيرا ان جاء عدد من الشبان وهددوا العمال في الساعة الثانية صباحا واجبروهم على الخروج من المؤسسة وبما اننا قدمنا التضحيات ولم ندخل في مفاوضات اجتماعية جدية للزيادة في الاجور وتركنا السلطة السابقة والحالية تعمل في احسن الظروف ولم نواجهها وحتى رموز السلطة الحالية لم نحاسبهم باعتبار ضيق الوقت لكن اذا تواصل التعلل بضيق الوقت فاننا لن نسكت او نقف مكتوفي الايدي مستقبلا وسنواصل اعتصامنا امام منطقة الامن في انتظار تحقيق مطالبنا بالعودة للعمل في حمايتهم تجنبا للدخول في مناوشات ومصادمات مع المعتصمين». «ويعتبر عمال المجمع ركيزة هامة لمداخيل الدولة بما انه يوفر شهريا حوالي 90 مليارا يمكن ان توفر على الاقل 3 مصانع او معامل جديدة تستطيع ان تستقطب المعطلين عن العمل لكن المسؤولين لا يقدمون وعودا ايجابية وممكنة التحقيق للمعتصمين بما يساهم في ايجاد حلول تفك اعتصاماتهم وننادي جميع الاطراف من اتحاد نعتبره حاليا متخاذلا بما اننا لم نر من المكتب التنفيذي اي مسؤول ليتدخل لصالحنا للنظر في الجوانب الاجتماعية للعمال التي تدهورت كثيرا فهل يبحث البعض عن فتنة بيننا وبين شبابنا المعتصمين المطالبين بحقهم في العمل قد تاتي على الاخضر واليابس؟ فنحن قادرون على مواجهتهم والتصرف العقلاني يمنعنا ولكن لكل شيء حدودا وقد نصل الى ان ندخل في مواجهة مع المعتصمين ولكم ان تتخيلوا حينها النتائج على البلاد والعباد ونحمل السلط الجديدة والاتحاد مسؤوليتهما التاريخية».