المكان دار الشباب بجندوبة والزمان شتاء قارس والشخصيات مواطن أنهكته رحلة البحث عن حياة كريمة لفلذة كبده التي فقدت السمع وهي في يومها الخامس من العمر في حادثة عرضية غيرت حالة العائلة وحكمت عليها بالسوء. المواطن فيصل عرفاوي من مواليد سنة 1976 أصيل منطقة جاء بالله من معتمدية طبرقة متزوج وأب لثلاثة أطفال (طفل 08 سنوات طفلة 04 سنوات رضيع 06 أشهر) ساقه القدر لمدينة جندوبة بحثا عن حل يخلص ابنته «روان» (04 سنوات ) من المرض الذي ألم بها منذ أن كان عمرها 05 أيام لما وجه لها شقيقها الأكبر ضربة قال محدثنا أنها بدافع الغيرة مما سبب لها نزيفا بالأذن اليسرى والعينين استوجب نقلها للمستشفى ورغم التدخل الطبي فقدت السمع نهائيا (الحادثة حصلت منذ أربعة سنوات ونصف) ومن ذلك اليوم والعائلة تعيش وضعا مأساويا بسبب كثرة مصاريف العلاج وضعف ذات الحال للأب فيصل الذي أنهكه العمل وسط ظروف معيشية قاسية . شهر من المعاناة والاستجداء يقول فيصل انه قدم إلى جندوبة منذ ما يقارب الشهر وهو يقيم بدار الشباب بمعلوم ويشتغل في الفترة المسائية بمقهى بالمدينة بأجرة تكفيه مصاريف الكراء والتغذية مضيفا «بقيت هنا لأحاول تجنب مصاريف التنقل اليومية و لأكون قريبا من الإدارات حتى أحصل على بطاقة إعاقة لابنتي ودفتر معالجة ربما تخفف عني مصاريف المداواة في رحلة البحث لفلذة كبدي وقد دامت اتصالاتي اليومية بالإدارات مرجع النظر دون الحصول على جواب نهائي وحل لمشكلتي التي تتطلب الكثير من الإنسانية قبل البحث عن مبررات زال سماعها بعد ثورة الحرية والكرامة .أنا اليوم أقيم بعيدا عن عائلتي وصغاري وسط ظروف معيشية قاسية من أجل أن أجد آذانا صاغية و أتمكن من الحصول على بطاقة الإعاقة ودفتر علاج لابنتي». آلة سمع ومصاريف بالملايين لتتجاوز «روان» حالة الصمم التي تعانيها منذ أربعة سنوات يستوجب ذلك اقتناء آلة سمع بقيمة 1920 دينارا وإقامة بمستشفى شارل نيكول بالعاصمة لتخضع لحصص في تقويم النطق وإقامة الليلة الواحدة بسبعين دينارا بسبب عدم امتلاك العائلة لدفتر علاج أصلا وبعملية حسابية تتطلب الإقامة 2100 دينار لتكون جملة المصاريف في حدود 5 آلاف دينار فمن اين لعامل يومي أن يوفرها . يتابع فيصل حديثه قائلا «جمعت مبلغا قدره 1650 دينارا بفضل تبرعات أهل البر والناس الخيرين وتدخل من المصالح الإدارية من صحة وشؤون اجتماعية وولاية ومعتمدية لتتخلص ابنتي من الصمم الذي تعاني منه منذ سنوات . روان ووالدها فيصل وكل العائلة تنتظر لمسة وفاء من الخيرين ومن المحبين للحياة ليتخلصوا جميعا من سنوات الضيم والحرمان حتى من العيش في ظروف صحية واجتماعية هي في الحقيقة حق من حقوقهم في هذا الوطن العزيز الذي عودنا أبناؤه على المؤازرة والتعاون والتكافل .