استبقت المعارضة السورية الوطنية اجتماع جامعة الدول العربية في القاهرة ومناقشتها لتقرير البعثة العربية , معبرة عن رفضها القاطع لدخول القوات العربية إلى سوريا دون موافقة النظام وأكدت أن مقترح الدوحة لا يعبر عن وجه من وجوه الأزمة الحاصلة في البلاد. وأشارت المعارضة السورية في الداخل أنه لا مجال لدخول قوات عربية إلى سوريا بدون موافقة واتفاق مع الحكومة السورية وتحت عنوان حفظ السلام ومشددة على أن التغيير يصنعه الشعب وليست القوات الأجنبية. التغيير من الشعب ونقلت قناة «العالم» الإيرانية الناطقة باللغة العربية عن أمين سر هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي في سوريا رجاء الناصر قوله : إن الأزمة في سوريا داخلية ولا يعبر موقف قطر عنها وإنما يجب أولا وقبل كل شيء وقف العنف مضيفا أنه حذر في بداية الأزمة من مغبة إنزال الجيش إلى الشوارع لفض المظاهرات وأن هذا التورط يقصد تورط الجيش في الأزمة سيؤدي إلى انشقاقات في صفوفه. وأضاف أن هيئة التنسيق تدعم المبادرة العربية وتعتقد بأن أطرافا كثيرة تريد إفشالها وإجهاضها في الداخل والخارج متهما النظام بأنه مقصّر في المساعدة على إنجاح المبادرة. وأردف أن هناك قوى عربية ودولية تريد الدفع بالأمور نحو التدويل ولا تريد الحل العربي الذي ترى فيه المعارضة أفضل المسالك وأنجعها للخروج من الأزمة السورية. وجدد موقف هيئة التنسيق الرفض الكامل والمطلق للتدخل العسكري الأجنبي مشيرا إلى أن دخول القوات العربية لابد أن يمر عبر الموافقة الرسمية وفي إطار التوافق على الخطوط العريضة لإنهاء الأزمة. وأوضح أن رفض السلطة في سوريا لدخول القوات العربية ليس نهائيا وذلك لأن إنهاء العنف وحل الأزمة في البلاد قد يتطلب هذا الأمر. وشدد على أن التغيير في سوريا يصنعه الشعب وليس الجامعة العربية ولا الأممالمتحدة ولا أية دولة أخرى مؤكدا أن الجامعة العربية لا تسيرها قطر بل إن هناك دولا كثيرة تطبع الجامعة بإرادتها وتصورها لافاق الحل في الملفات العربية الشائكة. تقرير حاسم من جهته, وقبل تقديم بعثة المراقبين لتقريرها إلى مجلس الجامعة العربية, أشار رئيس البعثة العربية إلى سوريا الفريق أحمد الدابي إلى أن البعثة أدت مهمتها بأعلى درجات النزاهة والموضوعية والشفافية ووقفت على مسافة واحدة من كافة الأطراف وهو ما ترك انطباعا إيجابيا لدى جميع الفرقاء. وقال الدابي إن التقرير الذي سيقدمه إلى الجامعة العربية سيتضمن خلاصة عمل البعثة ومهمتها التي كلفت بموجب البروتوكول العربي والقاضي بالتحقق من تنفيذ الحكومة السورية لبنود خطة العمل العربية لحل الأزمة موضحا أن الفرق الخمسة عشر التي تعمل في المناطق المختلفة تغطي كل مدينة وقرية وشملت كل المناطق الخاصة التي شهدت اضطرابات ومواجهات. وأردف أن التقرير يعد الثاني بعد مضي 23 يوما من عمل البعثة العربية في سوريا، مشيرا الى أن البعثة ستواصل عملها في سوريا. وسيقدم الدابي تقريره حول الأوضاع في سوريا إلى اجتماع المجلس الوزاري العربي الذي سيعقد غدا السبت في العاصمة المصرية القاهرة. وأعلنت الجامعة العربية في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية أن رئيس المراقبين العرب إلى سوريا سيقدم تقريرا حاسما. وقال أحمد بن حلي: إننا الان في مرحلة مفصلية لأن تقرير الفريق العربي للمراقبين الموجود في سوريا سيقدم اليوم الخميس إي مساء أمس وهو تاريخ انتهاء مدة الشهر على توقيع البروتوكول. وأضاف أن التقرير سيكون محل تقييم مشيرا إلى الصعوبات المتعلقة بالمناطق الساخنة. وتابع أنه ستكون هناك متابعة حثيثة لأعمال اللجنة وردود الفعل والتقارير التي نستلمها يوميا والتي على ضوئها سندرس كل الاحتمالات. من جهته، طلب وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس بأن يتم تسليم التقرير المقبل للمراقبين العرب المنتشرين في سوريا الى مجلس الأمن الدولي بينما دعا نظيره الاسترالي احالة الرئيس السوري بشار الأسد الى القضاء الدولي حسب دعوته. وقال جوبيه في مؤتمر صحافي مشترك مع كيفين راد في باريس «نلاحظ اليوم ان هذا التدخل للمراقبين صعب ويجري في ظروف غير مرضية». وزعم ان سوريا «لا تحترم التزاماتها حيال الجامعة العربية مثل سحب القوات الى الثكنات». وتابع ان فرنسا ترغب في ان يتم تسليم التقرير المنتظر للمراقبين الذي سيعرض على الجامعة العربية قريبا «الى مجلس الامن الدولي ليتمكن من مناقشته».