شخصيا أنا من أكثر الناس ولعا بجحا منذ الصغر ومغرم ببلاهته الراجحة وغباوته السديدة، وكنت أظنه بطلا من نسج الخيال أو أنه انسان لا ولن يأتي الزمان بمثله الى أبد الآبدين الى أن كبرت وصغرت قناعتي في ماكنت أعتقد واكتشفت ان الساحة تعج بالجحاوات الذين أنسوا الناس جحاهم بما فيهم أنا المولع المغرم به. ربما هي ضربة حظ أو «دعوة خير» صادفتني وأنا أغط في النوم واذا بي أرى في المنام جحا الأصلي وهو معتصم ومضرب عن الأكل في بهو وزارة الثقافة مطالبا بضمان الملكية الفكرية لابداعاته التي باتت عرضة للقرصنة والاستفادة منها في كل ما هو سياسي بالخصوص. وعندما وجد الوزارة مضربة عن الثقافة فك جحا «قيطونه» ونصبه أمام وزارة العدل وأقام فيه معتصما مضربا عن الطعام ومطالبا بمحاكمة كل الذين انتحلوا شخصيته واستفادوا منها قبل وأثناء وبعد الحملة الانتخابية (حط سي جحا هز سي جحا) في غياب جحا الأصلي. وعندما لم يجد من يفتح له في الوزارة قضية فك جحا خيمته من ساحة الوزارة وعبأها في كيس بعدما أخرج منه جلدا مدبغا خلته رقعة نشره أرضا وانكب عليه وكأنه يقرأ شيئا مكتوبا عليه اقتربت منه وتمعنت في الجلد فلم أجد فيه نصا ولا صورة. سألته ماذا في جلدك يا جحا؟ قال خارطة طريق.. قلت الى أين انت ذاهب يا أبا الحكمة؟ قال الى شاطئ السلامة.. فقلت له مع السلامة وأين يوجد شاطئ السلامة؟ قال في بر الأمان قلت وأين يوجد بر الأمان؟ قال لي «في لمان» وأطلق ساقيه للريح.. واذا بموجة صياح تهز الشارع هزا خلت القوم هب لمطاردة جحا!!! استيقظت من حلمي مذعورا واذا بها مسيرة كبرى تنادي وترفع شعار «وين ماشين»؟ وكانت تلك هي خاتمة قصة جحا والقوم الثائر في المنام طبعا.