بين الخوف والفرح والألم والأمل عاش فنانون تونسيون أحداث 14جانفي 2011 فخيّر بعضهم البقاء في المنزل متابعة الأخبار عبر وسائل الاعلام، في حين فضّل البعض الآخر مشاركة الشعب التونسي ثورته فكانت وجهتهم شارع الحبيب بورقيبة الذي احتضن في ذاك اليوم ملايين المواطنين. اليوم وقد مرّت سنة على ثورة الشعب التونسي.. «الشروق» تسأل الفنانين كيف عاشوا تلك اللحظات التاريخية يوم هروب الرئيس السابق وتسجيل هذا اليوم في تاريخ هذه البلاد. الممثلة عزيزة بولبيار : تعرضت للسرقة وعشت لحظات رعب يوم 14 جانفي 2011 عشت لحظات رعب ففي طريقي الى شارع الحبيب بورقيبة حتى أنضم الى المتظاهرين هاتفني مدير دار الثقافة ابن زيدون وأخبرني أن مجموعة من المتمردين هجموا على الدار وسرقوا معدات مسرحيتي من لباس وأكسسوارات حتى الثلاجة والحواسيب التابعة لدار الثقافة أخذوها. فتوجهت على عين المكان وصدمت عندما وجدت الفضاء مجرد جدران واقفة... ما قيمته 6 مليون سطوا عليه ولم يتركوا لي شيئا ولم تعوض لي الوزارة بالرغم من أنهم على علم بما حدث. وما بقي في ذاكرتي أيضا ما تعرضت اليه رجاء بن عمار من ضرب أمام المسرح، لحظات لا تنسى... ومن ناحية أخرى أريد ان أقول أنه بعد سنة من الثورة هناك تغييرات كثيرة حصلت وأنا متفائلة على الأقل شعرنا بقيمة الفنان في أيام قرطاج المسرحية وشخصيا وصلتنا دعوات لم تصلني في عهد محمد ادريس وهشام رستم. الممثلة ليلى الشابي : أضعت ابنتي شخصيا عشت يوم 14 جانفي في ارتباط وثيق بيوم 13 جانفي ليلا عندما نزلت ميليشيات التجمع أمام وزارة الداخلية وبالنسبة لي يومي 13 و14 جانفي كانا أقوى فيلم لم ينجز مثله بعد . (وأضافت ضاحكة) يلزمنا منتج قطري حتى نكمل انجاز هذا الفيلم لأننا نفتقر للمال. أما تلك اللحظات التي عشتها يوم 14 جانفي يصعب وصفها الا أنه يمكن اختصارها في أحاسيس امتزج فيها الخوف بالفرحة والحزن والشجاعة والصياح وانتهت بكلمة «مبروك» (الى أن جاء دور «مبارك» ضاحكة). كما تجدر الاشارة الى أنني عشت لحظات خاصة من الخوف لأنني لم أجد ابنتي يوم 14 جانفي في المظاهرة الاحتجاجية أمام وزارة الداخلية... نعم أضعتها، ولم أتمكن من الاتصال بها هاتفيا لأنه لم يكن هناك «ريزو» أمام مقر الوزارة. توفيق البحري : لحظات فرحة وخوف يوم 14وجانفي كان يوما تاريخيا بكل المقاييس، لم أشاهد في حياتي شارع الحبيب بورقيبة كما رأيته في ذلك اليوم. في حدود الساعة الثالثة ظهرا تقريبا، عدت الى البيت وبقيت أتابع الأخبار على شاشة التلفزة، أتنقّل من قناة الى قناة الى أن تمّ الاعلان عن هروب بن علي.في تلك اللحظة امتزجت عندي الأحاسيس، الفرحة مع الخوف، وقفز في ذهني سؤال واحد وهو ماذا سيحدث بعد؟ هذا السؤال هو الذي ولّد عندي الشعور بالخوف، لأنه ليس من السهل تجاوز مثل ذلك الموقف. الحمد للّه أن الأزمة مرّت بسلام، وكان الشعب التونسي في مستوى الحدث وأنجح ثورته التي صارت نموذجا عالميا. مقداد السهيلي : غمة وانزاحت أحسست مثل سائر الشعب التونسي بأنها غمة وانزاحت كنت أجوب شوارع العاصمة، وكانت أجواء لا توصف... ومن شارع الحبيب بورقيبة اتصلت بعديد الزملاء الفنانين، والتقينا جميعا هناك واحتفلنا بالحدث مع سائر بقية الشعب التونسي وشباب ثورة الحرية والكرامة. شخصيا عشت أجمل أيام حياتي لحظات سعادة لم أعشها من قبل. الفنان محمد الجبالي : عشت الخوف والفرج معا لحظات تاريخية عشتها يوم 14 جانفي لم أصدق تلك الأخبار التي تم تناقلها عبر وسائل الاعلام. ولم أستوعب خبر هروب بن علي الا بمرور الأيام. عشت الفرح والخوف معا كنت مع الجيران في الحي الذي أقطن فيه نحرص المنازل ونستمع الى الأنباء الواردة عبر الاذاعات، وكثرت الاشاعات ولم أصدق ما كان يحصل. وبمرور الأيام اكتشفت أن هذه البلاد تزخر برجال شجعان يحبون وطنهم وآخرون استغلاليون يريدون جذ بها الى الوراء... اكتشفت أننا في مرحلة تعلم معنى الديمقراطية... مرحلة مخاض وتناقضات حملت الايجابيات والسلبيات. شخصيا أنا متفائل، قليل من الصبر والزمن كفيل باصلاح الأمور.