ذكرت صحيفة «مير نوفوستيه» الروسية أن العدوان الذي شنّه الغرب على ليبيا أدى الى تدمير «النهر الصناعي العظيم» الذي أراده القذافي لبعث الحياة في كافة المناطق الصحراوية في شمال القارة الافريقية. تناولت صحيفة «مير نوفوستيه» الروسية ما وصفته بالتبعات السلبية للثورة الليبية مبرزة أن ما حدث في ليبيا دمّر الانجاز المتميز لنظام القذافي المتمثل في النهر الصناعي العظيم الذي اعتبرته الصحيفة بحق أعجوبة جديدة تضاف الى عجائب الدنيا السبع. الصحيفة الروسية لاحظت أن النهر الصناعي العظيم كان مشروعا فريدا من نوعه على مستوى العالم وكان المخطّط أن ينقل المياه الجوفية العذبة بكميات تكفي لاعادة الحياة الى المناطق الصحراوية في شمال القارة الافريقية بالكامل. وأشارت الصحيفة الى أن الأحواض المائية الجوفية في واحات «الكفرة» وسرت تحتوي على كميات ضخمة من الماء العذب بما يساوي بحيرة عملاقة بحجم ألمانيا عمقها مائة متر. وأضافت الصحيفة الروسية قولها إن هذا المشروع الضخم والطموح وضعه العقيد الليبي الراحل معمر القذافي بدون اقتراض أي مليم. وتابعت القول: «إن المشروع شكل سببا اضافيا للتآمر على القذافي وبالاضافة الى ذلك شكل المشروع العملاق تحدّيا لدول الخليج التي خشيت أن تتراجع مكانتها مقابل صعود نجم القذافي». (وقد استكملت المرحلة الأولى من المشروع في سبتمبر 2010 وبعد ستة أشهر بدأت صواريخ الناتو في تدميره). ورأت الصحيفة أنه «لا شك في أن الكميات الكبيرة من المياه (في الأحواض الجوفية الليبية) تثير مطامع كبيرة وهي لا تقل عن الأطماع في السيطرة على النفط الليبي. وقالت الصحيفة الروسية أيضا إنه من المعروف أن صندوق النقد الدولي والبنك العالمي رفضا تمويل مشاريع مائية مماثلة في مصر على مدى عشرين عاما الأمر الذي تسبب في إعاقة تطوير أكبر البلاد العربية سكانا». واعتبرت الصحيفة أنه ليس مستبعدا أن يكون ذلك من الأسباب التي أدت الى حدوث الفوضى التي تعيشها مصر في الوقت الراهن. وذكرت الصحيفة بأن وزارة الخارجية الأمريكية بدأت في الآونة الاخيرة بتدخلات سافرة في مشاريع الرّي بالشرق الأوسط والخليج. كما ذكرت بمقال للمحلّل السياسي فيليب نايتلي في صحيفة «خليج تايمز» في أفريل الماضي تساءل فيه عما إذا كان الغرب سيخوض معارك مقبلة من أجل مياه الشرق العربي.