وصلت قافلة الوفاء الثانية الليبية التونسيةبسيدي بوزيد بعد أن كانت دخلت البلاد التونسية قادمة من ليبيا الشقيقة عبر معبر ذهيبة. وحطت رحالها بست محطات في المدن الجنوبية من البلاد التونسية تعبيرا عن العلاقة المتينة التي تربط البلدين. قافلة الوفاء الثانية التي وقع تنظيمها بالتعاون بين المنظمة التونسية لمتكوني وخريجي التكوين المهني والنقابة الوطنية لقوات الأمن الداخلي والجمعية الوطنية للعدالة والتنمية وجمعية الغد المشرقة الليبيتين والتي انطلقت يوم 23 ديسمبر 2011 من أمام السفارة الليبية بتونس ودخلت التراب الليبي في اليوم الموالي وهاهي اليوم تعود لتصل مدينة سيدي بوزيد أين استقبلتها جموع غفيرة من الأهالي أمام مقر الولاية قبل أن يتحول الجميع مترجلين إلى ساحة الشهداء وذلك لتدعيم أواصر الإخاء والتعاون بين الشعبين الشقيقين التونسي والليبي ومد جسور التواصل وتفعيل الشراكة بينهما والتصدي لكل التجاوزات التي يأتيها الخارجون عن القانون تجاه وحدات الحدود البرية التونسية الليبية. في ساحة الشهداء رفعت عدة شعارات من بينها «مرحبا بالأخوة الثوار أحفاد عمر المختار في أرض الأحرار» و«الشعب يريد إزالة الحدود» و«تاريخنا واحد ومصيرنا واحد» و«شعب واحد لا شعبين تونسيون وليبيون» ... ثم توجه في البداية السيد البرني البريكي إمام جامع الرحمة بكلمة ترحيبية بالوفد الضيف معبرا فيها عن وعي الشعبين الليبي والتونسي اللذين يتطلعان إلى الأخوة والاحترام والمحافظة على أواصر التواصل ومبينا أن الشعب التونسي سبق وأن احتضن إخوانه الليبيين في محنهم قديما وحديثا لذلك وجب التكامل بين أبناء ليبيا وتونس. وتوجه بعد ذلك السيد محمد جلالي فرجاني رئيس الوفد الليبي بكلمة أقسم فيها أن أهالي سيدي بوزيد قد أخجلوه بحفاوة الاستقبال وأشاد بعظمة الأرض الطيبة التي أنجبت رجالا عظاما أشعلوا الشرارة الأولى من الثورة العربية التي طالت مدينة بنغازي مهد الثورة في ليبيا وبين أن الشعبين يطمحان إلى الأفضل بعد أن كانا يعيشان في عالم افتراضي وطالب في كلمته بضرورة تشكيل سبل المستقبل وتشكيل مستقبل أفضل للأحفاد وذلك لا يكون إلا بالمضي قدما في صنع القرار لأن التاريخ يبنى أساسا على مفردات المجتمع المدني ونادى بضرورة التكاتف مع جميع الجهات وطالب كذلك بضرورة التكامل بين الشعبين وإزالة الحدود والتعاون والتواصل. ثم تعاقبت عدة تدخلات من الجانبين الليبي والتونسي تضمنت المطالبة بإخلاء سبيل الصحفية هالة المسراطي والعفو عنها والمصالحة معها إلى جانب ضرورة التكامل الاقتصادي بين البلدين وتنحية الحدود وإرساء أمن جمهوري وإعادة بناء الدولتين وإحداث توأمة بين سيدي بوزيد وبنغازي. وفي نهاية الزيارة توجهت القافلة إلى مدينة صفاقس لاستكمال جلستها قبل الوصول إلى تونس العاصمة.