لابد من تكاتف الجهود بين جميع الأطراف لمقاومة ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة... «هذا أبرز ما علق به السيد وزير التجارة خلال لقاء جمع الاعلاميين بالمسؤولين... ليكون الصولد وقفة المواطن أبرز نقاط النقاش. «الشروق» طرحت مجموعة من الأسئلة على المسؤولين بوزارة التجارة وحاولت الاقتراب من مشاغل المواطن في هذه الفترة. لم ينف كل من السيد فتحي فضلي والسيد الحبيب الديماسي ارتفاع الأسعار خلال هذا العام مقارنة مع السنة المنقضية... وان فسر المسؤولون الحاضرون هذا الغلاء بتزايد «احساس» المواطن بشطط الأسعار نتيجة الظروف التي تعيشها وعاشتها تونس عموما بعد الثورة كما أرجعت مصادرنا هذا الارتفاع الى وجود ممارسات احتكارية وبروز من يبيع وفق طرق عشوائية نظرا لتفاقم البطالة واستسهال اقامة «نصبة» وبيع الخضر... ونفى السيد فتحي فضلي تراجع أداء عمل المراقبة الاقتصادية التي ورغم تعرضها لصعوبات أثناء أدائها لعملها مثل العنف المادي والمعنوي الا أن أنها واصلت عملها. وبينت مصادر من وزارة التجارة أن المراقبة كانت بصفة خاصة في مجازر الذبح العشوائي، وفي مراقبة الانتصاب الفوضوي وهو ما يفسر عدم تسجيل مخالفات في هذا الغرض... لتسجل أرقام مخالفات غياب الاشهار حوالي 23%. مراقبة.. غلاء وحلول فسر السيد حسونة جمعاوي أسباب غلاء الأسعار بوجود حوالي 78% من المنتوجات حرة وغير خاضعة لتحديد هوامش الربح. وقصد الحد من تواصل ارتفاع الأسعار أشار السيد جمعاوي مدير بالمراقبة الاقتصادية الى ضرورة تحسين العرض، اضافة الى ضرورة تنمية قدرة الادارة على استشراف الوضع ومعرفة أسباب الارتفاع والمتابعة الدقيقة لبورصة الأسعار. ومن الحلول الأخرى لكبح جماح الأسعار، أشار مدير المراقبة الاقتصادية الى أهمية تنمية العروض الموسمية للتخفيضات لاسيما في المساحات الكبرى، اضافة الى ضرورة تحسيس أهل المهنة بأهمية الضغط على هوامش الربح. وأكد السيد حسونة جمعاوي على عودة أجهزة المراقبة الاقتصادية الى عملها العادي خلال سنة 2012. أما في صورة عدم قدرة كل هذه الأساليب والاجراءات على كبح جماح غلاء الأسعار فسيتم اصدار مقررات لتحديد أسعار بعض المواد وتحديد هوامش الربح اذ اقتضى الأمر. وأكد مدير المراقبة ان المراقبة حاضرة وتعمل رغم ما يظنه بعض المواطنين وما يعتقدونه من غياب لأعوان هذا الجهاز في السوق وقد تم تسجيل حوالي 6 آلاف مخالفة و50 ألف عملية مراقبة في سنة 2011، رغم الصعوبات أما أغلب المخالفات التي تم تسجيلها فقد كانت في المواد الغذائية والمنتوجات الفلاحية والمتعلقة بعمليات الاشهار والفوترة. القفة الحارقة ردا على أسباب ارتفاع أسعار قفة التونسي اليومية حيث بلغ سعر الفلفل 2800 مليم وتجاوز البصل سعر 1200 مليم كما ارتفعت أسعار بقية الخضر ذكر المسؤولون بوزارة التجارة أن ارتفاع سعر الفلفل يعود الى عدم انتاج هذه المادة في مثل هذه الفترة... اضافة الى تقلص الانتاج لبعض المواد وتعدد مسالك البيع والتجارة حيث عمت «الفوضى وبرز الانتصاب الفوضوي في الخضر والغلال في كل مكان...» وكثر المتدخلون في القطاع. وأكد المتحدثون باسم وزارة التجارة على ضرورة ان يتقيد المستهلك بشراء ما يهمه. من جهة ثانية تبقى المنتوجات المسعرة مثل السكر والقهوة والشاي منتوجات لا تعاني من أي اشكال لأنها مسعرة على عكس المنتوجات المحررة. وألقى السيد الحبيب الديماسي على المواطن جزءا من مسؤولية ارتفاع الأسعار وغلائها نظرا لتسبب عمليات اغلاق منافذ المدن والاعتصامات في غياب التزويد، وبالتالي تسهيل الاحتكار وارتفاع الأسعار بغياب العرض وكثرة الطلب. وأضاف أن السوق الليبية مازالت «تأكل» وتعيش مع السوق التونسية وأن عمليات التصدير القانوني وغير القانوني متواصلة... يقوم الاشقاء بالتزود بجميع المواد من زيت وحمص وبصل وبيض وحتى «الزيوان» للعصافير... غاز ودجاج اجابة عن سؤال «الشروق» حول التخوف من تكرر أزمة قوارير الغاز أكد السيد الحبيب الديماسي والسيد فتحي الفضلي أنه لا تخوف من تكرر هذه الأزمة.. فقد تم وضع برمجة على مستوى التزويد مع الشركة الوطنية لتكرير النفط. وقد تم توريد حوالي 40 ألف طن من الغاز في شهر جانفي أما المخزون فيكفي لستة أو سبعة أيام. وأشار السيد الحبيب الديماسي الى أن الاشكال الحاصل هو على مستوى التوزيع في الشاحنات... وأضاف أنه ولحل اشكال قوارير الغاز نهائيا من الضروري التفكير في الأمور الهيكلية من ذلك اعتماد الطاقة الشمسية والغاز الطبيعي. أما فيما يتعلق بما راج حول ارتفاع مرتقب في أسعار الدجاج خلال الشهر القادم ليعانق سعر اللحوم، فأجاب من السيد الحبيب الديماسي والسيد فتحي فضلي «الشروق» بأنه لا تخوف من ارتفاع الأسعار... وأن هناك تشجيعا لقطاع الدواجن على التصدير... وفي صورة حدوث نقص في السوق حسب توقعات أهل المهنة في شهر جويلية فسيتم اللجوء للتوريد لتعديل السوق. أما فيما يتعلق بغياب الحليب من بعض الفضاءات ففسر المتحدثون هذا الغياب بالاقبال على «ماركة» معينة دون بقية الأنواع... وأن النقص يشمل هذه النوعية. ابتسام جمال