عرفت مدينة غار الدماء على امتداد ثلاثة أيام حالة من الرعب والفوضى نجم عنها عدة سرقات واعتداءات على الأملاك العامة والخاصة وهي عمليات ليلية رافقها احتجاج واعتصامات نهارا وصلت إلى حد الإضراب العام الذي تم تنفيذه يوم الثلاثاء . أحداث الشغب كما جاءت على لسان السيد النقيب رئيس فرقة الطريق العمومي بجندوبة انطلقت يوم السبت في حدود الساعة السادسة مساء حين تجمع ما يقارب 150 نفرا قاموا بإضرام النار في العجلات المطاطية وغلق بعض الطرقات داخل المدينة في حين استغلت مجموعات أخرى الموقف وانطلقت في عمليات نهب وسرقة وإثر تلقي مكالمة من مركز شرطة غار الدماء تنقلت تعزيزات من منطقة الشرطة ووحدات التدخل والحرس الوطني صحبة رئيس فرقة الطريق العمومي (محدثنا) ورئيس فرقة الشرطة العدلية ورئيس المنطقة وبالتعاون مع قوات الجيش المتواجدة على عين المكان بغار الدماء صحبة شرطة المكان ولكن بمجرد الوصول حاول المتجمهرون التصدي لقوات الأمن بالحجارة وتواصلت عمليات الكر والفر وفي الأثناء تفاقم عدد المحتجين ليصل لأكثر من 500 شخص حاولوا اقتحام مركز شرطة المدينة فتم التصدي لهم باستعمال القنابل المسيلة للدموع وتم في الليلة نفسها مسك أطراف داخل محل تجاري لبيع المواد الكهرومنزلية وكانت عملية السطو مسلحة (هراوات – أسلحة بيضاء) وكذلك التدخل لفائدة مؤسسة تربوية (معهد المدينة) وإلقاء القبض على مجموعة بصدد السطو على تجهيزات الإعلامية وقوارير إطفاء ونجم عن العملية إصابة عوني أمن وإلقاء القبض على 19 نفرا وحجز كمية من المسروقات والأسلحة البيضاء والهراوات ووسائل خلع وقد عاد الهدوء للمدينة في حدود الساعة الثالثة صباحا . أما يوم الأحد وفي حدود الساعة السابعة والنصف مساء حاولت مجموعة كبيرة التجمع لغاية النهب والسرقة لكن تم التدخل بكامل إمكانيات منطقة الأمن ووحدات التدخل والجيش فتم تطويق الحي التجاري وسط المدينة وتفريق المجموعة التي فرت نحو الحي الشعبى « بني زقطن « وتم في الأثناء تأمين مصوغ محل لبيع المجوهرات داخل المدينة داخل سيارة خاصة ونقله في مرحلة لاحقة نحو مدينة جندوبة وتواصلت عملية تمشيط المدينة إلى حدود الساعة الثانية والنصف صباحا .أما يوم الإثنين فقد قام بعض الأشخاص بالاستحواذ على سيارة البلدية وتحطيمها وحرق المستودع البلدي وتمكنت القوة الأمنية الكبيرة التي تنقلت من جديد على عين المكان من استعادة السيارة وتأمينها أمام مركز الشرطة بعد عملية مطاردة وأثناء الليل أحبطت قوات الأمن محاولة السطو على المحلات التجارية بالحي التجاري والقباضة المالية وهو مخطط حالت التعزيزات الأمنية دون وقوعه . حصيلة أحداث الفوضى كان للفوضى التي عرفتها المدينة عدة نتائج وخسائر مادية وبشرية وهي سرقة محل لبيع المواد المنزلية والأثاث ( شركة الرفاهة ) وسرقة تجهيزات الإعلامية بمعهد المدينة وأجهزة الإطفاء وحرق المستودع البلدي وإتلاف سيارة تابعة للمصالح البلدية في حالة جيدة جدا وحرق العلم المفدى المنتصب بمقر البلدية وكذلك إصابة عوني أمن وإيقاف 19 منحرفا وتدوين محاضر قبل عرضهم على القضاء . تداعيات الأحداث كما أن الأحداث التي عرفتها المدينة سببت حالة من الهلع والرعب في نفوس المواطنين الذين نظموا يوم الاثنين اعتصاما أمام مقر المعتمدية للمطالبة بتوفير الأمن وإيقاف كل من تسول له نفسه الإعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وكذلك غلق لكامل المحلات التجارية كامل اليوم مما نجم عنه شلل اقتصادي بالمدينة وتدرج الوضع نحو الأسوأ حين تم شن إضراب عام يوم الثلاثاء توقفت معه الحركة الاقتصادية والإدارية بالكامل . لا علاقة للسلفيين يؤكد السيد النقيب رئيس فرقة الطريق العمومي بجندوبة «للشروق « أن الأحداث التي شهدتها المدينة لا تمت بصلة للسلفيين ولا إمارة السلفية كما تروج بعض وسائل الإعلام المكتوبة خاصة بل أن بعض العناصر السلفية المتواجدة بالمدينة أبدت تعاونا كبيرا مع قوات الأمن وحمت المدينة وأحيائها وحاولت تهدئة الخواطر .