كان دربي مغاربيا بامتياز إذ جمع بين منتخبي تونسوالجزائر صانع المفاجأة في نصف النهائي بعد إزاحته لمصر في الثواني الأخيرة للمباراة. المنتخب التونسي وضع هذا المعطى في حساباته لذلك دخل اللقاء بقوة كبيرة لضرب عصفورين بحجر واحد الأول كسب فارق مريح منذ البداية لتفادي مفاجآت آخر اللحظات والثاني خلخلة معنويات المنتخب الجزائري المنتعشة أيما انتعاش بعد ترشحها الكبير أمام مصر. دفاع حديدي مدرب المنتخب التونسي آلان بورت درس جيدا أداء الجزائريين وحصن دفاعه بصورة عجز معها المنافس على تحديه وأجبره على خسارة عديد الهجمات. تونس راوحت في لعبها الدفاعي بين خطتي (5 1) و(6 0) مركزة على محاصرة أفضل لاعب جزائري بركوس في المقابل كان الهجوم التونسي في يومه وكانت نسبة نجاحه ممتازة مما مكنه من أخذ الأسبقية التي نشدها منذ البداية إذ لم تمر عشر دقائق على انطلاق الشوط الأول حتى كان الفارق 4 أهداف ثم ارتفع مع الدقائق 20 إلى 7 أهداف. فترة فراغ مرت بسلام المنتخب التونسي لم يكن في طريق مفتوح ولم يكن منافسه مستسلما بل تدارك أمره في عديد المناسبات مستغلا حالة الفراغ التي كان يمر بها منتخبنا من حين إلى آخر ليتمكن الجزائريون من تقليص الفارق إلى أربع أهداف وهو الفارق الذي انتهى عليه الشوط الأول. فترة الفراغ الهجومية هذه قابلها أداء دفاعي تونسي ممتاز لم يمكن الجزائر من قلب المعطيات لصالحها بل ان لاعبيها سقطوا في فخ التشنج مما أسفر عن إقصاء لاعبين له في أواخر هذا الشوط وزادت مصاعب الجزائريين الدفاعية مع دخول أنور عياد وكمال العلويني اللذين أعطيا دفعا جديدا لمنتخبنا مكنه من انهاء الفترة الأولى بامتياز زادت في ترجيح كفته على حساب منافسه خاصة على المستوى النفساني. عود قوية للجزائر الشوط الثاني دخله المنتخب الجزائري بقوة وبدا واضحا ان المدرب صالح بوشكريو فهم الدرس جيدا وتدارك أخطاء الشوط الأول على المستويين الدفاعي والهجومي. الجزائر أصبحت تلعب الدفاع المتقدم فحاصرت مهاجمي تونس قبل اقترابهم من مناطقها توقيا من التمريرات المفاجئة أو التسديدات القوية ونجحت في شل الخط الأمامي لنسور قرطاج اما هجوميا فإن الجزائريين أصبحوا يركزون على المحور بدل التسرب من الجناحين ونجحوا بذلك في تسجيل عدة أهداف قلصت الفارق إلى هدفين في الدقيق 17. مستوى عالمي في هذا الشوط تحسن مستوى اللعب جيدا وأظهر اللاعبون من الفريقين مهارات عالية جدا تجسمت في التسجيل من كل الزوايا وبطريقة فيها حس مهاري عال جدا. الخبرة في الموعد المنتخب التونسي تسلح بكامل خبرته ليجد الحلول لوقف «ماكينة» الجزائريين ونجح في ذلك بامتياز بفضل الروح الانتصارية وحسن التعامل مع مجريات المباراة لينهي اللقاء بفارق أربعة أهداف (23 19).