في إجابته عن سؤال حول واقع التيار القومي في تونس يقول «يشكل هذا التيار القومي والعروبي قاعدة بشرية لها وجود يتجاوز الكثير من الأحزاب والتكتلات التي تبدو فاعلة اليوم في المشهد السياسي ولكن رغم ذلك لم يتم استثماره بالقدر الكافي في صناعة رأي عام سياسي وانتخابي خاصة وان الارضية العروبية خصبة ومليئة برموز النضال والمقاومة والتضحية في سبيل الارادة الشعبية والتعبير عن طموحات عامة الناس. التقيد الايديولوجي ويرجع السيد سالم لبيض القصور في تشكيل الرأي العام الذي هو المنفذ الوحيد لتحقيق الأهداف والوصول الى السلطة من بوابة الديمقراطية الجديدة الى نوع من الأسر بسبب التقيد الإيديولوجي وبسبب ضعف الخبرة السياسية وبسبب عدم تحديث أدوات التسويق السياسي لا سيما الإعلامية منها و يضاف الى ذلك ارث من الزعاماتية المفرطة التي كانت وراء تشظ مناقض لفكرة الوحدة التي يتبناها التيار القومي ومساعد على الغياب من المشهد السياسي كما جاء على لسانه. استثمار التصالح مع الدين كما طرح محدثنا مجموعة من الأسباب الاخرى قائلا « من الأسباب الأخرى التي جعلت التيار القومي بعيدا عن الساحة السياسية وتشكيل رايه العام الانتخابي العجز عن توظيف مقولاته التي يؤمن بها وإيصالها الى الناس وخاصة التيار الناصري منه والمتمثلة في استثمار مقولة العروبة والاسلام كمدخل جماهيري اذ ان القوميين متصالحون مع الإسلام في مستوى السلوك الشخصي ولكنهم يعجزون الى حد الآن الى تحويل ذلك السلوك الى مدخل سياسي كما تقوم بذلك حركة النهضة مثلا . حصار اعلامي ومن جهة اخرى يضيف سالم لبيض «التيار القومي والعروبي يواجه الإقصاء المنظم من الواجهة الإعلامية بسبب رغبة القوى المسيطرة على الاعلام في احداث قطبية علمانية ودينية قد يقتك منها التيار العروبي والقومي بعض المساحات بفعل وسطيته التي لا اختلاف عليها وبفعل ارثه النضالي المصاحب لتلك الوسطية سواء في زمن بورقيبة أو بن علي و الواقع أن هذا التيار هو اليوم أكثر من أي وقت مضى أمام مسؤولية تاريخية لتغيير سلوكياته السياسية من الخصائص التي كان يفترضها التنظيم زمن بن علي وبورقيبة الى الخصائص التي يفترضها الحزب زمن الديمقراطية التداولية».