الشيخ خميس بن أحمد يعيش حياة مأساوية فبعد أن تكفل المستشفى الجهوي بسليانة بإيوائه ها هو اليوم يعيش حالة شتات فلا أنيس ولا رفيق ولا لفتة من السلط المعنية. هو شيخ بلغ من العمر ستة عقود ونيف قضى منها قرابة العقدين من الزمن داخل السجون بسبب قضية إجرامية والمتمثلة في المشاركة في القتل إلا أنه لا يزال يصر أنه بريء ويرمي التهم إلى أصهار الرئيس بأنهم وراء تدبير العملية والزج به في السجن ورغم أن قضيته لا تتطابق وعلاقة الطرابلسية به إلا أنه أصر على ذلك.الشيخ خميس الوسلاتي الذي يعيش الشتات يعرف كل ركن وكل زاوية من سجون عدة في تونس كسجن الناظور ببنزرت وسجن سليانة... وطيلة فترة حبسه حصلت القطيعة مع أهله فلا أنيس ولا رفيق أثناء حبسه سوى بعض الذكريات الأليمة...هذا الشيخ أفرج عنه في منتصف شهر جانفي الجاري وجد نفسه في سجن آخر ألا وهو سجن «الحياة» فقد لاحظ التغيرات على جميع الأصعدة حتى أنه ظل مبهورا لوجود ما يسميه ب«التليفون المهزوز» (الهاتف المحمول) وما زاد في مأساته بأنه لم يجد أي رفيق وأي قريب ليواسيه ويمد له يد العون.قد يكون القدر الذي لعب دوره لتكتب له حياة جديدة فقد عثر عليه أعوان الحماية المدنية ملقى في أحد الشوارع لينقلوه إلى المستشفى الجهوي بالمكان حيث تم تقديم الإسعافات اللازمة له وإنقاذه من موت محقق وبعد شفائه راسل المستشفى الجهوي جميع السلط المعنية لكن دار لقمان على حالها فالشيخ تحول إلى سجين للمستشفى باعتبار تجاهل السلط لحالته وعدم إيلائه لفتة تكفل له حياة كريمة.إلى الآن لا يزال هذا الشيخ حبيسا بإحدى غرف ذلك المستشفى ليتعايش مع الحرمان والتعاسة فالغرفة تحولت إلى مصدر لانبعاث روائح كريهة وحالته بدأت تزداد سوءا رغم العناية من قبل الساهرين على صحته فأمل هذا الشيخ هو لفتة من لدن الهياكل المعنية حتى تنقذه من براثن الحياة المأساوية فهل تحركت هذه الهياكل حتى ينعم الشيخ خميس بحياة هادئة بعد المآسي والأحزان التي طالته قرابة العقدين من الزمن؟