حظيت منطقة نوال باهتمام أشغال الجلسة الأولى للجان الاستشارية للتنمية بولاية نابل، فقد تم ادراجها ضمن مخططات التنمية للسنة الحالية والاستجابة للمطالب التي رفعها أهلها في اعتصامهم قبل أيام. هذه الجلسة الجهوية التأمت مؤخرا في نابل بإشراف الوالي وأعضاء المجلس التأسيسي التابعين للولاية وبحضور كل من معتمدي الجهة وممثلي النيابات الخصوصية والمندوبين الجهويين وممثلين عن المجتمع المدني والجمعيات التنموية. وقد خصصت الاستشارة لتقييم الوضع الاقتصادي والاجتماعي للجهة وتحديد رؤية تنموية متكاملة مع ترتيب الأولويات وتبويب المشاريع القطاعية المقترحة لميزانية سنة 2012 حسب الأولويات وتقديم مشاريع إضافية. وتميزت الاستشارة بحضور كثيف وبتدخلات متعددة ونقاشات تحتدم من حين لأخر. وأهم ما ميز أعمال اللجان هو محاولة الاستجابة لجل الطلبات وإرضاء الحركات المطلبية الكثيفة بالجهة. وقد قامت اللجان الفرعية المتخصصة للبنية الأساسية والشؤون الاقتصادية والشؤون الاجتماعية بدراسة المشاريع ذات الأولوية المقترحة من المعتمديات والبلديات والمجتمع المدني من اجل دعم التنمية بولاية نابل . وقامت هذه اللجان بالمصادقة على عدد من المشاريع تم الإعلان عليها خلال فعاليات اليوم الأخير، وتتعلق هذه المشاريع التي تبنتها الولاية حسب ترتيب تفاضلي للأولويات بتعبيد المسالك الفلاحية والتنوير العمومي والمنزلي والمد بشبكة الماء الصالح للشراب وشبكة التطهير وحماية المدن من الفيضانات وتعبيد الطرقات ومد الجسور وتنظيف مجاري الأودية و تنظيم حملات مداواة ضد الحشرات. وكان لكل معتمدية نصيبها من المشاريع مع أفضلية لصالح بعض المناطق مثل قرمبالية وتاكلسة في حين «لم تنل الهوارية ما يكفي» بحسب تعبير متدخليها. وقد رفض العديد من المتدخلين تحسين مداخل المدن للقطع مع سياسة النظام البائد وتخصيص الاعتمادات لتنمية الأحياء والقرى. وكان اهالي قرية نوال التابعة لمعتمدية قرمبالية نفذوا مؤخرا اعتصامات عمدوا خلالها إلى قطع الطريق الرابطة بين سليمان وقرمبالية من جهة والطريق الوطنية بين فندق الجديد وقرمبالية . واشتكوا خلال احتجاجاتهم حال الطريق والغياب الكامل لشبكة الماء الصالح للشراب والتطهير بالاضافة الى الحال المزرية للمدرسة. وبناء على هذه التحركات الاجتماعية قامت السلط المحلية بولاية نابل بادراج المنطقة ضمن مخططات التنمية لسنة 2012 حيث تمت برمجة تعبيد الطريق الرئيسية لقرية نوال ومدها بقنوات الماء الصالح للشراب وبشبكة التطهير بالاضافة الى مشاريع اخرى تتعلق بالبنية التحتية. وشملت الاعتمادات عديد القرى والمناطق الأخرى للولاية من شمالها الى جنوبها فكانت الاولوية للقرى والاحياء والارياف التي عانت طويلا من التهميش. وقد مثل الاعلان عن المشاريع التي اقترحتها الجهات ووافقت عليها اللجنة الفرعية للبنية الاساسية خلال الجلسة الجهوية الاستشارية بولاية نابل صدمة بالنسبة لممثلى معتمدية الهوارية. فاغلب المشاريع التي اقترحت لدعم التنمية بهذه الجهة لم تتم الموافقة على انجازها خلال سنة 2012. فكانت النتائج كما قال ممثل معتمدية الهوارية «مهينة وغير عادلة» ما اجبره على مقاطعة الجلسة في حالة من التأثر الشديد نظرا لما يعانيه اهلها من «نقائص تنموية تتعلق بالماء الصالح للشراب والكهرباء والطرقات وغيرها و الأسوأ ان لا تكون تنمية الجهة واستثمار منتوجها السياحي وتاهيل اساليب انتاجها الفلاحية من الاولويات» على حد تعبيره. كما ان منطقة الشريفات التي تعاني من نقائص كثيرة وبنية اساسية مهترئة جدا لم تنل حظها من التنمية بالشكل الذي يتماشى واهمية المنطقة السكنية والنضالية اذ باستثناء مد بعض الاحياء الصغيرة بالماء الصالح للشراب كحي عبد النبي وحي بن يونس فان المنطقة لم تنل أي شيء بل ظلت دار لقمان على حالها فالمجاري في فيضان دائم والاوساخ متراكمة في مداخل الاحياء والطرق مهترئة مما يدفع على التساؤل وفق اي معيار يقع مد المناطق بالمشاريع التنموية ؟ هل وفق الاعتصامات ام وفق الحاجة والضرورة ؟