لم يستبعد السيد سليم سعد الله نائب رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك تورّط ماركات مقلّدة للسخان المائي في إزهاق أرواح التونسيين. وقد كانت عائلة بأسرها من ضحايا هذه السخانات التي أججت الجدل حول نوعيتها وحول أثرها الفتاك بعديد التونسيين وأضاف في تصريحه ل«الشروق» أنه منذ الإعلان عن وفاة أسرة كاملة في الحمامات بالغاز والمكالمات الهاتفية تتواتر على المنظمة للتأكد من علاقة السخان المائي بهذه الكارثة. وأوضح أنه حدث ذلك على خلفية تصريح قديم يعود إلى 2010 نشره في صحيفة يومية ذكر فيه انه يوجد بعض السخانات المائية المقلدة والتي تروّج بأسعار زهيدة مقارنة بالمسالك المنظمة. وقال: «هذه السخانات كانت تدخل في إطار فتح منابع للتجارة الموازية خاصة للعائلة الحاكمة ومن لفّ لفها». زيارة مراقبة وأفاد أنه منذ الاعلان عن وفاة أسرة كاملة في الحمامات أخذ على عاتقه التثبت من علاقة وفاتهم بنوع السخان فقام بزيارة ميدانية إلى السخانات الموازية بحثا عن أحد الماركات التي لها علاقة خلال 2010 بوفاة بعض الأشخاص. وقال: «هذه السخانات تساهم في تسرب الغاز مع الماء لتقتل مستعمليه وهو داخل الماء كما حدث في الحمامات». وأشار إلى أن الكثير من العائلات يلتزمون بنصيحة وضع السخان خارج بيت الاستحمام والمطابخ ورغم ذلك يتعرضون إلى الموت وذلك للأسباب التي ذكرتها سلفا. ودعا المستهلك إلى ضرورة اجتناب شراء السخان المائي من النقاط الموازية مع الاشارة إلى سلامة الماركات المصنّفة في تونس ودعا وزارة التجارة إلى ضرورة تنظيم حملات مراقبة في الغرض. وقال: «بعد الحادثة التي وقعت أول أمس في بنبلة بولاية المنستير حيث تأثرت أم وابنتها بالغاز قررت المنظمة فتح ملف السخانات درءا لمزيد سقوط الأرواح بسببها». إشكال موسمي ذكر الدكتور عمامو رئيس مركز الاسعاف الطبي بالقرجاني ان الاختناق بالغاز هو اشكال موسمي يظهر مع فصل الشتاء وخاصة عندما تشتد البرودة. وقال: «يستقبل المركز بين 250 و300 حالة كل شتاء يتعرضون للاختناق بالغاز». وأضاف أن الحل الأفضل دائما هو الوقاية وذلك بعدم وضع السخان المائي داخل المطبخ أو بيت الاستحمام مع ضرورة صيانته مع بداية الموسم وترك مجال للتهوئة في كل الحالات أي سواء عند استعمال السخان للاستحمام أو للتدفئة أو كذلك «الكانون». وأشار إلى أن البعض يعمدون إلى إحكام غلق الأبواب والشبابيك قصد التدفئة فيحولون بذلك دون دخول الأكسجين ويحدث الاختناق. وحول اسعاف المصاب قال: «يجب أولا غلق التنفّس لعدم استنشاق الغاز ثم مساعدة الاخرين على الخروج للهواء والاتصال بالاسعاف على رقم 190 بالنسبة للمدن وبالحماية المدنية على 198 بالنسبة للبقية.