أفاد بهاء الدين حسن رئيس مركز القاهرة لحقوق الانسان الذي كان ممنوعا من دخول تونس لسنوات عديدة أيام حكم النظام السابق، بأن المجتمع المدني المصري يعيش فترة أتعس من أيام حكم حسني مبارك. وأكد حسن أن مصر شهدت 12000 محاكمة عسكرية، سنة فقط منذ انطلاق الحكم العسكري، مقارنة ب2000 مثلها حصلت طيلة 30 سنة أيام حكم النظام المصري السابق. وعدد رئيس مركز القاهرة لحقوق الانسان، الانتهاكات الحاصلة لحقوق الانسان والملاحقات الملاحظة للنشطاء المدنيين في بلاده، ذاكرا ما يحصل قائلا: «منذ الشهر الثاني من الاطاحة بحسني مبارك، حيث بدأ التشديد في القوانين، وتكثيف التعذيب الذي أصبح أكثر انتشارا، ووجد جهاز قمعي جديد على الساحة هو الشرطة العسكرية، وانتشرالكشف عن عذرية النساء المقبوض عليهن، والتوسع في المحاكمات الاستثنائية، واتهمت منظمات حقوق الانسان بالعمالة للخارج، وأصبحت القوات المسلحة تقتحم منظمات حقوق الانسان بالسلاح» ومن جهة أخرى، عبر حسن عن اعجابه بتجربة الثورة التونسية، خاصة أن «المصريين يرون أنها الثورة المثال الذي كان يجب أن تصير عليه الأمور في مصر» حسب تعبيره. وسأل حسن الناشطين التونسيين الحاضرين «لو كان بن علي، انتصر على الثورة في تونس، ماذا كان سيحدث؟» ثم تساءل أيضا «ماذا كان سيحدث لو أن مبارك انتصر على الثوار؟»، مجيبا عن سؤاله «ما كان سيحدث هو نفسه ما يحدث اليوم في مصر؟». تضامن تونسي ونظمت هذا اللقاء الشبكة الأوروبية-المتوسطية لحقوق الانسان التي يرأسها كمال الجندوبي، والتأم باستضافة كل من الاتحاد العام التونسي للشغل و جمعية القضاة التونسيين والنقابة الوطنية للصحفيين والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية وعمادة المحامين ورابطة الناخبات التونسيات والمعهد العربي لحقوق الانسان والمجلس الوطني للحريات والهيئة الوطنية لاصلاح الاعلام والاتصال. وفي كلمته الافتتاحية لهذه الندوة، أكد كمال الجندوبي أن الشبكة الأروبية-المتوسطية متكونة من منظمات حقوقية من الضفتين، وتهدف إلى دفع التضامن بينها، وكان هذا التضامن كان يأتي من الشمال الى الجنوب قبل اندلاع الثورات العربية. وقال الجندوبي «الاشكالات والرهانات المطروحة اليوم في مصر تشترك فيها مع تونس وحتى تؤثر في الواقع التونسي» مضيفا أن «فعاليات المجتمع المدني في تونس كانت ومازالت مستعدة للتعبير عن تضامنها مع الحركة الحقوقية في مصر ضد الهجمة الممنهجة ضدها من قبل المجلس العسكري والقوى الرجعية». ومن جانب اخر تدخل ممثلو المنظمات التونسية الحاضرة وعبر كل منهم عن تضامنه مع الشعب المصري، وأكد عدد من المتدخلين على صعوبة الوضع المصري مقارنة بالتجربة التونسية.