معتمدية سليانة الجنوبية هي احدى المعتمديات المهمشة رغم ما تحتويه من مناطق سقوية هامة وموارد فلاحية ثرية إلا أنها تعاني من هشاشة البنية التحتية . تضم معتمدية سليانة الجنوبية كل من مناطق «القابل، السمران» و«المديات» وأكثر ما يميز هذه المناطق هو إمتداد الأراضي الفلاحية البعلية منها والسقوية. مما يفرض وجود مسالك فلاحية للتنقل وبيع المنتوجات الفلاحية كالحبوب والزيتون والحليب لكن رغم ما توفره هذه المناطق من منتوجات فلاحية هامة الا أن البنية التحتية فيها بحاجة ماسة إلى إعادة هيكلتها من جديد ولا يقتصر الأمر على تهذيبها فقط. فسكان هذه المناطق يتوجهون يوميا إلى وسط المدينة إما للدراسة أو للعمل وبمجرد نزول الأمطار يتعطل الجميع عن أداء واجباهم ويصبح التنقل أمرا صعبا وكما ذكر لنا تلاميذ هذه المنطقة الذين يشتكون بصفة دائمة من رداءة الطريق أن «وادي سليانة» الرابط بين منطقة «القابل» وسليانة يحول دائما دون مرور الحافلة المدرسية التي تقلهم إلى المعاهد بمركز الولاية مما يعطل سير دروسهم. كما أن فيضان هذا الوادي يحجب رؤية الجسر الذي شهد عديد الأشغال من قبل دون فائدة تذكر، فقد ظل هشا صغيرا لا يسع مرور عربة نقل صغيرة فمابالك بالحافلات المدرسية. بالنسبة للموظفين والعاملين الذي يتنقلون يوميا إلى مركز الولاية فتختلف معاناتهم من هذه المسالك والطرقات فمنهم من كثر العطب بسيارته فيضطر أحيانا إلى تركها والسعي إلى التنقل بوسائل نقل عمومية(النقل الريفي) والبعض الآخر يضطر في يوم ممطر إلى إلغاء جميع إلتزاماته مهما كانت أهميتها لأن الطريق مقطوع ومنهم من كان مقر سكناه بعيدا عن المحطة العمومية فيضطر الى اجتياز الأودية مشيا ويعرض حياته للخطر من أجل الوصول إلى مقر عمله ولو بهندام غير لائق. كل هذه المعاناة حاول أهالي هذه المناطق تبليغها إلى السلط المعنية بولاية سليانة في أكثر من مناسبة حتى قبل ثورة 14 جانفي، فمنهم من ذهب إلى الولاية لإيصال صوته، ومنهم من عمد إلى أخذ صور ومشاهد تصف مباشرة حالة هذه الطرقات إلى معتمد سليانة الجنوبية أو للإدارة الجهوية للتجهيز والإسكان بالمنطقة وتكون الإجابة دائما أن هذه الملفات قيد الدرس دون نتيجة ملموسة على أرض الواقع. يذكر أن الطرقات في معتمديات ولاية سليانة أقل ما يقال عنها أنها بحالة مزرية ولا تتطلب فقط «تهذيبا بل عملا جادا من طرف الادارة الجهوية للتجهيز والإسكان بالولاية.